على مدار حربها العبثية في اليمن، ابتداءً من إطلاق ما أسمتها "حركة الشباب المؤمن" بـ"صعدة" في نهاية التسعينيات، مرورًا بتمرداتها المسلحة الستة، وصولاً إلى حربها الإجرامية الحالية التي تقودها تنفيذًا لأجندة إيرانية منذُ انقلابها على مؤسسات الدولة عام 2014م، والمليشيا الحوثية الإرهابية، تستبيح الدماء اليمنية تحت مسمى "الصرخة".
 
"الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل" صرخة خمينبة  تتغنى بها المليشيا فيما هي  تطلق بارود رشاشاتها، وقذائفها وصواريخها، ومسيّراتها المفخخة، على المدنيين في اليمن، ممارسة جرائم "القتل، والتهجير، والتشريد، والنهب" بحقهم.
 
ولقد صارت "الصرخة" اليوم أحد أبرز المظاهر الواضحة لتحويل مناطق سيطرتها  إلى تابع لنظام ولاية الفقيه بطهران، في محاولة حوثية لفرض كافة الرؤى المذهبية المتطابقة مع النظام الطائفي الإيراني الصفوي.
 
وتحت هذه الصرخة الحوثية التي تتضمن عبارات الموت، والاعتراف بإراقة الدماء، أشعلت المليشيا حروبًا عدة في اليمن، وهدمت وفجرت آلاف المنازل والمساجد، وشردت الناس، ودمرت المزارع والبنى التحتية، واختُطف واعتقل وعذب بسببها آلاف اليمنيين. 
 
تلك الصرخة الإجرامية التي أمعنت المليشيا الحوثية، تحت لوائها في زرع الموت والدمار في حياة اليمنيين، تؤكد دموية هذه المليشيا ومشروعها التدميري، وكذلك مشروع القتل الذي تحمله مستمدة إياه - وفق عديد مراقبين تحدثوا لـ"وكالة 2 ديسمبر الإخبارية" - قولاً وفعلاً من النهج الخميني الإيراني أول من أطلق الشعار نفسه. 
 
ومنذُ نشوئها في العام 1991م، عملت الحركة الحوثية الإرهابية على نسخ كافة المظاهر الإيرانية، ذات الطابعين الطائفي الديني والسياسي، محاولة فرض ذلك في حياة اليمنيين باستخدام سياسة القمع والقتل مع كل من يخالفها الرأي والتفكير، والقبول بتلك الدخائل والأفكار المستوردة من المعتقدات والسياسات الإيرانية. 
 
وتهدف المليشيا من تبنيها النهج الإيراني بكافة أشكاله القمعية الاستبدادية أن تصنع من نفسها وحركتها الإرهابية ممثلا لنفوذ النظام الخميني الإيراني بالمنطقة، بحسب المراقبين الذين أكدوا أن تطبيق المليشيا ذلك النهج، يهدف إدخال اليمن تحت العباءة الإيرانية. 
 
وبمرور أكثر من سبع سنوات من الحرب والانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية، والسيطرة  على مؤسسات الدولة في العاصمة المختطفة صنعاء ، وما سبق ذلك من حروب منذُ نشوء الحركة الحوثية، فقد تحولت المناطق الخاضعة لها إلى ساحة لتطبيق الأفكار "الخمينية" المتطرفة وفي مقدمتها "الصرخة".
 
وتحت راية "الصرخة" شهدت مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية سجلات حافلة من الدمار والاستهتار بحياة المواطنين الذين عرضتهم للقتل والموت والاختطاف والنهب والابتزاز. 
 
ومن أجل تكريس مسيرة الموت والدمار عمدت المليشيا إلى المساجد والمدارس، لتحويلها إلى أوكار متطرفة تدرس ذلك الموت المتطرف بهدف تأصيله في عقول الأجيال، والمواطنين في مناطق سيطرتها، وتحويله إلى واقع ثقافي اجتماعي. 
 
وتعتبر مصادر متطابقة في حديث لـ"وكالة 2 ديسمبر" أن ترديد "الصرخة" لدى الحوثيين أصبح أداة من أدوات إخضاع المجتمع ووسيلة تقيس بها ولاء جميع المواطنين للحركة الحوثية الإرهابية، متهمةً كل من يرفضها بالنفاق، والخروج عن الإسلام، وتبيح بها الدم والمال والعرض.
 
ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء، والمليشيا المدعومة من إيران تخصص مئات الملايين من ميزانية الدولة وكذلك من الأموال والجبايات التي تفرضها على المواطنين للاحتفال بما تطلق عليه "يوم الصرخة" في الثالث من شهر ذي القعدة الهجري من كل عام، حيث أطلقها مؤسس المليشيا الهالك حسين الحوثي في 17 يناير 2002 حسب التقويم الميلادي، الموافق 3 ذي القعدة 1422 هجرية. 
 
وتأتي الاحتفالات التي يؤكد مواطنون بأنها تندرج في إطار الاستفزاز الحوثي الواضح، والمتعمد لمشاعر جميع اليمنيين بمناطق سيطرتها خصوصًا شريحة الموظفين الذين لاتزال المليشيا تنهب حقوقهم ومرتباتهم، وسط استمرارها في فرض مبالغ مالية عليهم، خلال احتفالاتها الطائفية من دون مراعاة ما يعيشون من أوضاع صعبة. 
 
ومنذُ أيام، وكل مناطق سيطرة المليشيا الإرهابية، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء تشهد فعاليات وتحضيرات واسعة لاحتفالات "الصرخة" المستوردة من إيران، وسط موجات شعبية غاضبة، إذ يؤكد المواطنون أنها لا تمثل الشعب اليمني، وإنما تمثل فئة إجرامية شعارها الموت وإراقة الدماء.
 
وكثفت المليشيا أنشطتها الطائفية في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها ابتهاجًا بالذكرى السنوية للطقس الإيراني المتمثل بهذه "الصرخة الخمينية" التي تتخذ منها شعارًا استباحت به دماء وأعراض اليمنيين منذ أن نقلها مؤسس المليشيا الهالك حسين بدر الدين الحوثي إلى اليمن وبدأ بترديدها وسط أتباعه في العام 2002م.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية