تواصل الألغام والعبوات المتفجرة التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا في مختلف الأحياء والطرقات والمناطق الآهلة بالسكان في اليمن، حصدها أرواح المدنيين، وسط صمت أممي مريب إزاء هذه الجرائم، وتمنّع عن إيقاف المليشيا عند حدها. 

 

وعلى مدى ثمان سنوات من الحرب، لا يكاد يمر يوم في اليمن من دون وقوع ضحايا مدنيين جراء انفجار الألغام الأرضية، والعبوات المتفجرة، التي زرعتها المليشيا، وتُقدر أعدادها بما يزيد على مليوني ونصف المليون لغم أرضي. وفق تقارير رسمية تحدثت عن ذلك في وقت سابق. 

 

 

خلال 45 يومًا 

 

وفي رصد خاص بـ"وكالة 2 ديسمبر الإخبارية" فقد أحصى فريق خاص بعمليات تتبع انتهاكات مليشيات الحوثي الإرهابية أكثر من (13) مدنيًا استشهدوا جراء انفجار ألغام وعبوات حوثية متفجرة، من بينهم (4) أطفال و(2) نساء، وذلك في (7) محافظات خلال 45 يومًا فقط.

 

وخلال فترة غطت 45 يوما من هدنة أممية في البلاد، رصد الفريق بين 1 أبريل الماضي و15 مايو الجاري، (26) مدنيًا بينهم (7) أطفال و(4) نساء سقطوا جرحى نتيجة الألغام الحوثية في ذات المحافظات.

 

وسجلت محافظة الحديدة الحصيلة الأكبر من حيث عدد الضحايا بعدد (19) ضحية، منهم (4) شهداء بينهم طفل ونحو (15) جريحا بينهم (7) أطفال، ثم جاءت بعدها تعز بعدد (7) ضحايا بينهم (2) شهداء منهم امرأة، وعدد (5) جرحى ضمنهم (2) نساء، وتساوت معها الجوف في العدد منهم (3) شهداء و(4) جرحى.

 

وفي محافظة البيضاء، تم رصد (2) شهداء جراء انفجار الألغام الحوثية، في وقت تم فيه رصد (2) جرحى نساء في صنعاء، و(2) شهداء أطفال في انفجارين آخرين في كل من صعدة، وحجة.

 

في 3 سنوات 

 

وفي السنوات الثلاث الأخيرة وحدها، استشهد أكثر من 372 مدنيًا نتيجة انفجار الألغام والعبوات المتفجرة الحوثية التي تسببت أيضًا -وفق بيان صادر عن المرصد اليمني للألغام - بجرح أكثر من 754 آخرين خلال الفترة منذُ منتصف العام 2019 م وحتى 15 مايو 2022 م. 

 

منذُ بدء الحرب 

 

يشير مشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام في اليمن، إلى أن الألغام والعبوات المتفجرة التي زرعتها المليشيا الحوثية أسفرت عن أكثر من (5812) ضحية في اليمن منذُ انقلاب المليشيا على الدولة العام 2014 وحتى فبراير الماضي. 

 

وفصّل المشروع، الذي يعمل في اليمن منذُ منتصف العام 2018م، أعداد الضحايا باستشهاد أكثر من (2526) مدنيًا بينهم (1880) رجلاً و(429) طفلا و(217) امرأة، فيما جرح نحو (3286) آخرين بينهم (2343) رجلا و(723) امرأة و(220) طفلا. 

 

حرمان من الحياة 

 

وفي السياق، قالت الحكومة اليمنية إن الألغام والعبوات المتفجرة التي زرعتها مليشيا الحوثيين الإرهابية تمنع عودة ملايين من اليمنيين إلى منازلهم وقراهم ومزارعهم لممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

 

جاء ذلك في تصريح لوزير الإعلام معمر الإرياني، الأحد، طالب فيه بضغط دولي على المليشيا الحوثية المدعومة من إيران لوقف صناعة الألغام وزراعتها وتسليم خرائطها.

 

وقال الإرياني إن المليشيا قامت بزراعة مئات الآلاف من الألغام بشكل عشوائي في مختلف المناطق التي وصلت إليها، أو اندحرت منها، وفي مناطق الاشتباكات، وتلك التي لا تزال تسيطر عليها، في أكبر عملية زراعة للألغام منذ الحرب العالمية الثانية. 

 

وأشار إلى أن مليشيا الحوثي زرعت الألغام في المنشآت العامة والخاصة، والمنازل والأسواق، والشوارع الرئيسية والفرعية، والمزارع دون تفريق بين هدف مدني وعسكري. 

 

ولفت إلى أن هذه الألغام راح ضحيتها الآلاف من المدنيين غالبيتهم نساء وأطفال وشيوخ فارقوا الحياة، أو نجو بعد أن بترت أطرافهم، مشيرًا إلى استمرارية تساقط الضحايا المدنيين بشكل شبه يومي نتيجة انفجار الألغام والعبوات المتفجرة التي زرعتها المليشيا عشوائيًا في المناطق المأهولة بالسكان، وفي مختلف المحافظات اليمنية. 

 

وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي بالضغط على مليشيا الحوثيين الإرهابية، لوقف صناعة وزراعة الألغام بكافة أنواعها، وكذا تقديم الخرائط بحقول الألغام، والعمل على دعم برامج الحكومة لتطهير مختلف الأراضي اليمنية من الألغام، وتأهيل المصابين، وإعادة دمجهم في المجتمع.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية