تشكيك أميركي-بريطاني بجدية روسيا بشأن كييف والمفاوضات
قال وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن اليوم الثلاثاء في الرباط إن بلاده ما تزال تشك في جدية روسيا إزاء المفاوضات مع أوكرانيا، بعيد ورود تقارير عن إحراز تقدم في هذه المباحثات التي استضافتها تركيا.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي بالرباط، حيث يجري زيارة رسمية: "لم أر ما يشير إلى أن الأمور تتحرك بطريقة فعّالة، لأننا لم نلمس مؤشرات جدية حقيقية".
وأضاف: "هناك ما تقوله روسيا، وهناك ما تفعله. وهذا الأخير هو ما نركز عليه".
وتابع موضحاً أن "ما تفعله روسيا هو الاستمرار في التعامل بوحشية ضد أوكرانيا وشعبها، وهذا الأمر لا يزال مستمراً بينما نتحدث الآن".
وكان بلينكن يخاطب الصحافيين إلى جانب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بعد مباحثات جمعتهما بالرباط في إطار جولة إقليمية له.
جاءت هذه التصريحات بعد إعلان الوفد الروسي في محادثات اسطنبول أن موسكو ستقلص بشكل "جذري" نشاطها العسكري في شمال أوكرانيا، بما يشمل المناطق القريبة من كييف، وذلك عقب محادثات وصفها بأنها "مفيدة" مع الوفد الأوكراني، بعد أكثر من شهر على اندلاع الحرب التي خلفت آلاف القتلى، وشردت الملايين.
وأشار بلينكن الثلاثاء إلى أن "نتيجة لهذا العدوان الذي ارتكبته روسيا.. تم تشريد نصف أطفال أوكرانيا من منازلهم".
ودعا روسيا إلى "إنهاء العدوان الآن، ووقف إطلاق النار وسحب قواتها، وبطبيعة الحال الدخول في مفاوضات".
واعتبر أن الأوكرانيين ينخرطون في المفاوضات بينما يواجهون "سلاحاً موجهاً إلى رؤوسهم".
بدورها، ردت الحكومة البريطانية بفتور على إعلان روسيا الثلاثاء عزمها تقليص نشاطها العسكري في محيط كييف عقب محادثات سلام في تركيا.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للصحافيين: "سوف نحكم على (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ونظامه بناءً على الأفعال وليس الأقوال".
وأضاف: "لا نريد أن نرى أقل من انسحاب كامل للقوات الروسية من أراضي أوكرانيا".
من جهته، قال مسؤول أميركي اليوم لوكالة "رويترز" إن أي تحرك للقوات الروسية من المناطق المحيطة بكييف سيشكّل "إعادة انتشار وليس انسحاباً".
وأضاف المسؤول: "نعتقد بأن أي تحرك للقوات الروسية حول كييف هو إعادة انتشار وليس انسحاباً. ويجب أن يكون العالم مستعداً لاستمرار الهجمات الكبيرة على مناطق أخرى في أوكرانيا".
واعتبر أن الروس "يغيرون أسلوبهم.. ينبغي ألا يظن أحد أن روسيا تنهي بذلك الصراع".