30 نوفمبر.. ذكرى طرد آخر جندي بريطاني من عدن تشحذ الهمم لقطع اليد الفارسية بصنعاء
تحل على بلادنا اليوم الذكرى الـ54 لجلاء آخر جندي من المستعمر البريطاني عن جنوب اليمن في يوم الـ(30) من نوفمبر 1967م، عقب سنوات من الكفاح الوطني لأبناء جنوب اليمن ضد المستعمر الأجنبي الذي ظل جاثمًا طوال 129 عامًا على صدورهم.
30 من نوفمبر، جاء - بحسب مؤرخين - تتويجًا لنضال وطني مسلح استمر على مدى أربعة أعوام، وذلك منذُ اندلاع الكفاح المسلح ضد المستعمر في الـ14 من أكتوبر عام 1963م تحت قيادة التنظيم السياسي للجبهة القومية التي أعلنت – كحركة ثورية – انتهاجها الكفاح المسلح خيارًا وطنيًا للتحرر من نير الاستعمار.
ولقد مثل تأريخ الرابع عشر من أكتوبر انطلاق الشرارة الأولى للثورة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني من على قمم جبال ردفان الشماء، حيث خاض خلالها المناضلون اليمنيون كفاحًا مسلحًا شرسًا ومنظمًا، تُوج بنصر حاسم ومؤزر على الاستعمار البريطاني.
أكد اليمنيون، للمرة الثانية خلال عام واحد من ثورة 26 سبتمبر المجيدة عام 1962م في الشمال، صلابة إرادتهم التي لا تقهر فحققوا الانتصار العظيم بنجاح ثورة 14 أكتوبر المجيدة وطرد آخر جندي بريطاني، وإعلان الاستقلال الوطني الكامل والناجز في 30 نوفمبر وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
في يوم الـ30 من نوفمبر المجيدة، أشرقت شمس الحرية على أنحاء اليمن، معلنةً ميلاد فجر جديد من الحرية وبزوغ فجر الاستقلال، وإنهاء ما يتجاوز القرن من التبعية للمستعمر، بعد كفاح وتضحيات وبطولات وملاحم سطرها الأحرار حتى تحقق الاستقلال والتحرر.
وبعد أكثر من 129 عامًا من الاستعمار والقهر تمكن كافة أحرار اليمن في الجنوب، من طرد الاستعمار الغاشم بكل سطوته وقوته وظلمه وإرهابه الذي عجز عن إخضاع اليمنيين، وتركيعهم، وتحويلهم إلى عبيد ورعاع ليس لهم أي حقوق.
ويحتفل اليوم جميع أبناء اليمن، جنوبه وشماله، بمناسبة هذه الذكرى التي كسر فيها المناضلون الأحرار كل رغبات ومطامع الاستعمار الأجنبي في أراضي اليمن والتي كانت محل أطماع كل القوى الاستعمارية عبر التأريخ.
وفي حين يحتفي اليمنيون اليوم بذكرى دحر آخر جندي بريطاني محتل من جنوب اليمن، لا يزالون، في جنوبي وشمالي البلاد، يخوضون معركة أخرى، هادفة للتحرر من محتل آخر جاء إلى البلاد عبر أدواته من أبناء البلد "الحوثيين" المدعومين إيرانيًا.
وكما أشار قائد المقاومة الوطنية رئيس المكتب السياسي العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، إلى أن إرادة 30 نوفمبر ما زالت قادرة على قطع يد المستعمر الفارسي الجديد لعديد من مناطق اليمنيين وعاصمتهم صنعاء.