"رايتس رادار" تدعو المجتمع الدولي لتدخل فوري تجاه الانتقام الحوثي من أبناء الحديدة
طالبت منظمة "رايتس رادار" اليوم الخميس، المجتمع الدولي بتدخل فوري لوضع حد لأعمال انتقامية تمارسها مليشيا الحوثي على أبناء محافظة الحديدة الساحلية، سيما في المناطق التي أخلتها القوات المشتركة أوائل الشهر الجاري.
ودعت المنظمة الحقوقية من مقرها في العاصمة الهولندية أمستردام، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ بالمساهمة بشكل مباشر في تفعيل الرقابة الدولية، إنسانياً وحقوقياً، في محافظة الحديدة، للاطلاع عن قرب على الوضع الإنساني فيها وما يتعرض له سكانها خصوصاً المناهضين لمليشيا الحوثي، التي استغلت الوضع لممارسة حالات انتقام جماعية.
كما حثت رايتس رادار لحقوق الإنسان، بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاقية الحديدة (أونمها) بدور جاد وفاعل لمنع أية انتهاكات تمارس بحق المدنيين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وبشكل خاص المناطق التي سيطرت عليها عقب عملية الإخلاء العسكري للقوات المشتركة، حيث تأكد حدوث أعمال انتقامية وإعدامات ميدانية بعيداً عن عدسات الإعلام وبدون رادع قانوني.
ونادت المنظمة الحقوقية الأمم المتحدة وهيئاتها التنفيذية وفي مقدمتها مجلس الأمن بتحقيق دولي محايد يقوم على تقصي الحقائق للوقوف على تفاصيل كافة الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت في محافظة الحديدة، والتي لا تزال ترتكب بحق المدنيين والأسرى هناك حتى الآن.
ورغم صعوبة عمليات رصد الانتهاكات الحوثية في المناطق المخلية، إلى أن المنظمة استطاعت رصد عدد الجرائم، بينها تصفية المواطن حمود عرجاش إبراهيم قمري بعد اختطافه، في 13 نوفمبر الراهن، من منطقة الطائف أثناء محاولته النزوح بأسرته، مع أربعة آخرين كانوا معه هم عبدالله علي مشعشع، محمد يوسف عيسى سماح، سام سليمان يوسف مزجاجي، وأيمن حيدرة.
وأردفت أن المليشيا التابعة لإيران مارست بحق المختطفين أشد أنواع التنكيل ثم أعدمتهم ومثلت بجثثهم وصلبتهم على جذوع النخيل، ثم علقت الجثث لأيام على باب مصنع المعزبي للثلج بمنطقة النخيلة.
وفي حادثة منفصلة أفادت مصادر حقوقية أن مسلحين حوثيين قاموا بإعدام الأسير خالد محمد عياش ودهسوا جثته بعرباتهم العسكرية حتى تمزّق جسده.
وفي منطقة النخيلة ذبح الحوثيون عبدالقادر بهيدر بعد استدعائه من منزله بشكل بشع لاتهامه بالتخابر مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وفي حادثتين مستقلتين أعدم الحوثيون أيضا كل من كامل شويطر وأكرم الزبيدي الموظفين بإدارة أمن المنطقة، إضافة لإعدام أربعة مدنيين آخرين بطريقة وحشية في منطقتي المسنى والمنقم التابعتين لمنطقة الحالي بمدينة الحديدة في 14 من نوفمبر.
ووصفت رايتس رادار تلك الجرائم بأنها "انتهاكات جسيمة ترقى في التصنيف القانوني الدولي إلى أن تكون جرائم حرب مكتملة الأركان لا تسقط بالتقادم وينبغي ألا يفلت مرتكبوها من العقاب".
وأشارت إلى أن الجرائم السابقة تزامنت مع حملة مداهمات واختطافات جماعية مارستها المليشيا في مناطق شملت كل من منظر والدريهمي والنخيلة والتحيتا والغويرق، ولازالت عمليات الرصد والتوثيق للانتهاكات هناك شحيحة حتى الآن، إذ تمارس عمليات قمع للراصدين الميدانيين ولا يسمح لأحد بالوقوف على حقيقة هذه الانتهاكات.
وفي السياق الإنساني قالت المنظمة الحقوقية إن مديرية الخوخة الواقعة خارج سيطرة المليشيا الحوثية، جنوب المحافظة، استقبلت 1000 أسرة نازحة، بينما يعتقد أن هناك أكثر من 1700 أسرة عالقة في مناطق خطوط التماس، تحتاج لتدخل إنساني عاجل.