بات واضحًا أن المليشيا الحوثية المدعومة من إيران على ارتباط سري وثيق بالجماعات الإرهابية المتطرفة في اليمن، لا سيما تنظيمي داعش والقاعدة اللذين استفادا من مناطق تسيطر عليها المليشيا لاتخاذها أوكارا لعناصرهما، إلا أن الأمر بات يثير القلق بشأن مستقبل اليمن بعد التصريحات الأخيرة لمديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز.
 
وعقد الحوثيون تفاهمات عدة مع تنظيمي داعش والقاعدة، خاصة في ملفات تبادل الأسرى بين الجانبين واتفاقات التهدئة وتقاسم النفوذ في مناطق ينشط فيها التنظيم مثل محافظة البيضاء التي لجأت إليها العناصر المتطرفة بضمانات من الحوثيين.
 
وما يؤكد متانة العلاقة بين هذه التنظيمات التي تلتقي عند خطوط عريضة أهمها السلوك المتطرف لديها جميعها، هو أن الحوثيين عززوا صفوفهم القتالية في أكثر من مرة بعناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي بعضهم لقوا مصرعهم وهم يقاتلون في صفوف المليشيا.
 
مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز اعتبرت أن التهديد الأكبر لبلادها من الإرهاب الدولي، ينبع من دول مثل اليمن والصومال وسوريا والعراق، وليس أفغانستان.
 
تصريحات أفريل التي جاءت في مؤتمر حول الأمن القومي في ضواحي واشنطن لم تأت من فراغ خصوصا مع وجود شواهد دقيقة تؤكد احتواء الحوثيين للجماعات الإرهابية، وهو ما يبني عليه المجتمع الدولي عند تقييم الوضع في اليمن خاصة فيما يتعلق بنشاط الإرهاب والجهات الداعمة له.
 
وقالت أفريل في معرض حديثها خلال المؤتمر:"على الرغم من أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكيين يراقبون عن كثب ما إذا كانت الجماعات الإرهابية ستعود للظهور في أفغانستان، إلا أنها لم تعد مصدر القلق في ما يتعلق بإيواء إرهابيين يمكنهم تنفيذ هجومهم داخل الولايات المتحدة".
 
وأضافت: "نحن لا نضع أفغانستان في صدارة قائمة الأولويات… بل ننظر إلى اليمن والصومال وسوريا والعراق… هناك نرى التهديدات الأخطر".
 
وفي يناير ويوليو الماضيين، وكذا في العام 2019 أبرم الحوثيون صفقات تبادل أسرى مع تنظيم القاعدة الإرهابي، حيث تمت الصفقات الثلاث في محافظة البيضاء، بينما أبرمت صفقات أخرى تحت طائلة السرية.
 
وفي يوليو الفائت لقي القيادي في تنظيم القاعدة المكنى "أبو عبيدة الريامي"، مصرعه أثناء مشاركته في القتال ضمن صفوف مليشيا الحوثي، وهذه حقائق دامغة تعزز مفهوم التحالف السري بين الجماعتين الإرهابيتين (جماعة الحوثي، وتنظيم القاعدة).
 
ويرى مراقبون ومختصون في شئون الجماعات الإرهابية أن المليشيا الحوثية تسير في ذات الطريق الذي مضت فيه إيران عندما أتاحت أراضيها لقادة بارزين من تنظيم القاعدة أعادوا ترتيب صفوفهم هناك وفتح مقار لهم، حيث اتهم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مايك بومبيو، الحكومة الإيرانية في يناير بالسماح لتنظيم "القاعدة" بتأسيس "مقرّ رئيسي جديد" له في إيران، وأكد بومبيو أن تنظيم القاعدة يعمل اليوم تحت غطاء صلب في حماية النظام الإيراني.
 
ومؤخرا، صرح توماس كين رئيس لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أنه وجد المزيد من المعلومات حول تورط إيران المحتمل في ذلك الهجوم الإرهابي، الذي أعلنت القاعدة مسؤوليتها عنه وقتها. 
 
وبحسب المختصين فإن مآلات احتواء الحوثيين للجماعات الإرهابية وتوفير المأوى لها سيتحملها اليمن واليمنيون بسبب القيود التي ستفرض على البلد من قبل المجتمع الدولي الذي بات ينظر إلى اليمن باعتبارها ملاذا للإرهاب أكبر من أفغانستان.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية