مُشيّد الديمقراطية وصاحب الفكر المُلهم في حكم اليمن
بحلول السابع عشر من يوليو من كل عام يتنبه اليمنيون ليومٍ خالد لا زال محفورًا في ذاكرتهم ووجدانهم، يتخذون ما أمكن من وسائل متاحة أمامهم للتعبير عن انتمائهم لهذا اليوم الذي عُد يومًا مفصليًا في تاريخ اليمن، قلب حال البلد المنفلت في الصراعات آنذاك إلى عهد جديدٍ ساده الأمن والأمان والرخاء طيلة عقودٍ من الزمن.
ظل الشهيد علي عبدالله صالح قبل استشهاده يحث على التمسك بقيم الثورة والديمقراطية، وفي كل خطاب أطل فيه على اليمنيين لم ينسَ الزعيمُ البتة أن يذكرهم بأهمية الديمقراطية وقيم الثورة، حتى أنه عندما حان أجله الأخير لم يقبل أن يستشهد الإ ثائرًا متمسكًا بقيم النضال صمد حتى النفس الأخير.
بقدر ما كان الزعيم صالح حاكمًا فقد كان حكيمًا كذلك، قاد اليمن بحكمته ودهائه لثلاثة عقود إلى مراسي آمنة وفتح آفاقًا للتنمية والازدهار طوال تلك السنوات التي لم تتوقف فيها عجلةُ التنمية حتى لعامٍ واحد، واستطاع أن يجنب بلده ويلات الصراع والحرب والفوضى.
لقد كان يوم ال17 من يوليو أول أيام الشهيد صالح في حكم اليمن، جلس صعد إلى كرسي الحكم في بلد ملتهب بالنزاعات تسوده الفوضى وأحقاد الماضي وتتربص به الأخطار من كل جانب؛ لكنه لم ييئس إطلاقًا من ذاك الوضع بل أصر عازمًا على المضي قُدمًا لقيادة البلد مهما كان الثمن لذلك.
منذ الوهلة الأولى لإعلانه حاكمًا لليمن بإرادة الشعب واختياره، وضع الشهيد الزعيم مبدأي الديمقراطية والحوار في نهجه ودستور حكمه، متكمنًا بذلك من ردع كل الأخطار المحدقة ببلده، ومبددًا كل المخاوف التي سيطرت على بعض العقول خشية صعود حاكمٍ مستبد يقضي على كل الآمال، الإ أن علي عبدالله صالح كان بخلاف تلك المخاوف حاكمًا ديمقراطيًا حُرًا يتمسك بقيم الجمهورية في حكم الشعب.
يخلد اليمنيون اليوم علي عبدالله صالح، ليس لأنه البطل الذي حكمهم على مدى ثلاثة عقود، بل لأنه الرجل الذي كان للجميع بمقام الأب ووضع اليمن وشعبها نصب عينيه ومضى جاهدًا لرفع مقام بلده في كل المحافل وتلبية احتياجات شعبه في كل المجالات، وأنقذ أمته من كل المآزق والمحن واستشهد في الأخير وهو على العهد ذاته والمبدأ نفسه الذي لم ظل ثابتًا عليه حتى الرمق الأخير.