أثار هجوم جماعة الحوثي المسلحة على ناقلة النفط السعودية  في الثالث من أبريل أثناء إبحارها في المياه الدولية غربي ميناء الحديدة قلق شركات الشحن العالمية، ومخاوفها من هجمات الحوثيين المتصاعدة على السفن المدنية و التجارية  في باب المندب والخط الملاحي الدولي، الذي تجتمع فيه مصالح العالم الاقتصادية والامنية.

 

وأبدت الولايات المتحدة الأمريكية انزعاجها من تنامي هجمات الحوثيين  على السفن التجارية في باب المندب الذي وصفته ب" أحد أكثر ممرات الشحن في العالم ازدحاماً " .

 

وجاء تجدد حوادث استهداف حركة السفن من قِبل الحوثين بعد تهديد اطلقه القيادي في جماعة الحوثي المسلحة صالح الصماد خلال يناير بـ"قطع طريق الملاحة الدولية في البحر الأحمر" في تصريحات له نقلتها وكالة سبأ الخاضعة للجماعة.

 

وباتت خطوط الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب مهددة أكثر من أي وقت مضى مع تطور قدرات الحوثيين البحرية وتنامي هجماته المتكررة على السفن، إذ تمكنت الجماعة الحوز على أنواع متعددة من الأسلحة، بينها  زوارق موجهة  تحرك عن بعد، وصواريخ بر ــ بحر، من بينها منظومة  تسميها مندب1  إضافة إلى الألغام البحرية، وطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات.

 

واكدا اقتصاديون أن هجمات الحوثيين تؤجج الصراع وتنقله إلى المستوى الدولي، وتضاعف تكاليف أسعار البضائع والطاقة العالمية ، وتضُر بمصالح العالم الاقتصادية والامنية ، كما تزعزع أمن ممرات التجارة الدولية.

 

 ويشكل الحوثيون خطراً داهم  يهدد التجارة الدولية، فقد شن الحوثيون  عشرات الهجمات على سفن مدنية وتجارية في مضيق باب المندب أو على مقربة منذ نهاية عام 2015.

 

وجدد استهداف الحوثيين للبوارج الحربية والسفن التجارية، المخاوف من توقف حركة الملاحة في مضيق باب المندب الذي يتوسط الممرات البحرية العالمية، ويبرز مهماً للغاية خاصة أنه يمر من خلاله حوالي 458 مليون طن سنوياً من النفط إلى أوروبا.

 

ويشير المهتمون إلى أن تصعيد جماعة الحوثي هجماتِها على السفن المدنية والتجارية يضر بالمصالح الاقتصادية والممرات التجارة الدولية، الأمر الذي يدعو العالم إلى الدفاع عن مصالحة وإيقاف هذه الممارسات العبثية التي تقوم بها ميليشيا الحوثي.

 

ووفقاً للإحصائيات الدولية فإن 25 ألف قطعة بحرية سنوياً وبمعدل 70 قطعة يومياً تطلب العبور من باب المندب متجهة إلى مختلف دول العالم.

 

ويحظى مضيق باب المندب الذي تجتمع فيه مصالح العالم، وتتزاحم السفن وناقلات النفط العملاقة وحاملات البضائع التجارية فيه باهتمام عظيم من مختلف دول العالم كونه ممر يسيطر على الطاقة، وتكمن أهمية مضيق باب المندب في أنه أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها احتضاناً للسفن، حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن وتطلب 25 ألف سفينة كل عام العبور من باب المندب متجهة إلى مختلف دول العالم، وتمثل 7% من الملاحة العالمية، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز.

 

ويؤكد خبراء الاقتصاد أن أية اضطرابات في أمن منطقة باب المندب والبحر الأحمر والقرن الأفريقي تكون لها تداعيات خطيرة على الأمن العربي والدولي، ومع ذلك فإن جماعة الحوثي لا تكترث لتلك التداعيات الأمنية والاقتصادية التي ستؤدي إلى توقف حركة الملاحة في الممر الدولي، والذي يمر من خلاله ما يربو على 4.7 ملايين برميل نفط خام، يومياً، يمثل نحو 5.4% من إجمالي إنتاج العالم من الذهب الأسود، وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

 

الموقع الاستراتيجي لمضيق باب المندب يجعله من أهم الممرات العالمية، حيث يصل البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي وبمسافة 30 كم تقريباً بين ضفتيه التي تفصلهما جزيرة بريم، هذان الممران الشرقي والغربي صالحان للملاحة البحرية.

 

وتشير الدراسات إلى أن أمن البحر الأحمر والدول المطلة عليه وأمن الدول الأفريقية، والأمن العالمي وهذه الدوائر الأمنية المتصلة والمتداخلة مركز ثقلها الاستراتيجي هو اليمن والقرن الأفريقي، وبالتالي فإن باب المندب وخليج عدن هما البؤرة التي ترتكز عليها الأهمية القصوى لأمن جميع الأطراف.

 

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية