أجبرت التحديات والعوائق التي صنعتها ميليشيا الحوثي أكثر من نصف الصيادين في محافظة الحديدة المشاطئة للبحر الأحمر، على التخلي عن مهنة صيد الأسماك التي يعيشون عليها منذ عقود.
 
وتشير التقديرات إلى أن نصف الصيادين فقط ما زالوا يعملون اليوم في مهنة الصيد، والآخرين تركوا المهنة بسبب تحديات صيانة معدات الصيد والقوارب، وتكاليف التشغيل المرتفعة التي جعلت هذه المهنة عملاً محفوفاً بالمخاطر. 
 
قصفت الميليشيا الحوثية قريته، فاصطحب زيد زوجته وأطفاله السبعة وهرب إلى مديرية التحيتا، آملا الاستمرار في مهنته بصيد الأسماك في أجواء أكثر أمنا.
 
تعلم زيد، البالغ من العمر 35 عاماً، من الساحل الغربي كيف يصطاد السمك منذ أن كان طفلاً صغيراً، لم يذهب إلى المدرسة قط، كان العمل كصياد هو الحرفة الوحيدة التي عرفها على الإطلاق.
 
دمرت الميليشيا الإرهابية صناعة صيد الأسماك في البحر الأحمر، حيث تم إتلاف قوارب الصيد ومراكز الإنزال السمكي، وقتل وجرح صيادون.
 
كما أدت البيئة البحرية الملوثة بالألغام الحوثية إلى تدمير قطاع الصيد الحرفي وتشريد الآلاف من الصيادين وعائلاتهم.
 
منذ أن فر زيد من منزله، كان يعمل في التحيتا مع بعض جيرانه الجدد لإعالة أسرته.  
 
لم يتوقف عن الصيد في التحيتا، ما زال يقضي معظم أيامه على البحر، لكن ألغام الحوثي البحرية جعلت من الصعب عليه التنقل، هو وزملاؤه إلى المياه العميقة حيث توجد الأسماك الكبيرة.
 
قبل انقلاب الميليشيا التابعة لإيران على الدولة بقوة السلاح، كانت صناعة صيد الأسماك في اليمن توظف أكثر من نصف مليون شخص، وكانت ثاني أكبر مصدر في البلاد بعد النفط والغاز. 
 
واتخذت الميليشيا سبل عيش السكان في المناطقة الخاضعة لها في محافظة الحديدة أدوات لإجبار المواطنين على الانصياع والاستسلام لها، والمشاركة في القتال وعملياتها الإرهابية ضد الشعب اليمني.
 
 جبايات ميليشيا الحوثي المفروضة على الصيادين بمنطقة الخوبة في مديرية اللحية بالمحافظة، ونهبهم في النقاط الأمنية والطرقات، أجبرت الصيادين على ترك مهنة الاصطياد، ورفع أسعار الأسماك في الحديدة والمحافظات الأخرى.
 
يؤكد الصيادون أنه في الأيام التي يعجزون فيها عن صيد ما يكفي من الأسماك لإطعام أسرهم يبحثون عن مصدر بديل للدخل، في بعض الأحيان يقومون بجمع الأخشاب لبيعها في السوق، وفي أحيان أخرى يبيعون ماعزاً أو أي شيء ذي قيمة لديهم، أو يقترضون المال، وإذا لم ينجح شيء فلن يأكلوا.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية