ظلت مليشيا الحوثي ولفترات طويلة تحمل لقب مليشيا الموت نظرا لما ارتكبته من مذابح على مدى سنوات من تاريخ هذه العصابة المثقل بالخديعة والدسائس والمؤامرات والقتل.

 

كان قادة المليشيا أبطال هذه الجرائم فتسببوا في سيلان أنهار من دماء اليمنيين الأبرياء دون مبرر للقيام بذلك سوى حب القتل، وإن كان أفراد الجيش قد دفعوا النصيب الأوفر منها إلى درجة أن أحد السياسيين يجزم بأن كل متر مربع في صعدة شهد خلال السنوات السابقة جريمة قتل، أو أنه كان ساحة تخطيط لتنفيذ عملية غدر أو الشروع في ارتكاب جريمة.

 

وبالرغم من توجه النظام الذي كان يقوده الرئيس على عبد الله صالح للقضاء على هذه العصابة لما يمثل وجودها من خطر على البلاد برمتها، إلا أن ارتباطها الإقليمي بالدولة الراعية للإرهاب العابر للحدود، مكنها من البقاء فضلا عن رصيدها الإرهابي المتسم بالمكر والخديعة.

 

ومنذ 2014 تاريخ سيطرة المليشيات على البلاد وحتى اليوم بدأت الحركة الإرهابية تتجه إلى استعادة اسمها القديم بقوة "مليشيا الموت الإرهابية"، فارتكبت خلال سيطرتها على البلاد جرائم أكثر وحشية وقتل لأشخاص جرى التمثيل بجثثهم وقتلهم لمجرد الشك في ولائهم، كما جرت عمليات تصفية سرية لمدنيين اختطفوا تحت جنح الظلام باعتبارهم خصوما مفترضين من دون امتلاك سلطات الإجرام أدلة حقيقية على ذلك.

 

سأكون محقا لو قلت إن أغلب قادة المليشيا يستهويهم هذا الميول بل إن القتل عند كثير منهم واحدة من أفضل الطرق المحببة للتعامل مع من يظنون أنهم خصوم وتحتل الخديعة إحدى الأدوات سيئة الصيت للإيقاع بهم وتصفيتهم وإن كانت جرائم من يعتبرونهم خصوما لا تستحق ذلك.

 

إشاعة أجواء القتل باعتباره أحد مكونات الحركة الإرهابية الحوثية، وجد كثير من القتلة فيها الوسيلة التي سيستطيعون من خلالها تنفيذ هوايتهم المفضلة، فانخرط في صفوفها كل من يهوى القتل ومارسوه بطريقة متوحشة تنم عن سادية مرضية.

 

وزادت المليشيا الحوثية أن أضافت إلى عناصرها دروسا طائفية تجيز لهم القيام بذلك، ساعدت إلى حد كبير في جعلهم مجرمين وقتلة من الطراز الذي ليس له مثيل في هذا الكون.

 

هواية القتل تدفع بالمجرمين اليوم داخل المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم إلى البحث عن ضحايا لإشباع الغريزة، فالقتل لديهم تختلف طرقه وأدواته لذا يتلذذون في التنكيل بأعدائهم كما يفترضون، إرضاء لغرائزهم فيدفع الضحايا أمثال الصيدلي المشرقي ثمنا لا يقل عن الجنون أو الموت تحت سياط الجلادين الذين سيشهد التاريخ بأنهم أسوأ الكائنات وأكثر الحركات الإرهابية دموية في العصر الحديث.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية