يصادف اليوم العالمي للتوعية من خطر الألغام، واليمن لا يزال واحداً من أكبر ساحات القتال بالألغام الأرضية في العالم، وفقاً لتقارير المنظمات الإنسانية والمتخصصة برصد أثر الحرب على المدنيين.
 
أكدت بيانات مراقبة التأثيرات المدنية، أن الألغام الحوثية والعبوات الناسفة قتلت وأصابت على الأقل 5500 شخص في اليمن منذ عام 2015، ثمانون بالمائة من هذه الإصابات حدثت منذ عام 2017، مع زيادة كبيرة في استخدام الألغام الأرضية من قبل ميليشيا الحوثي.
 
تؤكد تقارير الجهات الفاعلة بنزع الألغام، أن ميليشيا الحوثي الإرهابية، الوحيدة التي تستخدم الألغام في الحرب التي دخلت عامها السابع في اليمن، ما تسبب بقتل وإعاقة آلاف المدنيين، وعقد وصول المساعدات الإنسانية وعزل الناس عن سبل العيش والخدمات.
 
وفقاً لمعلومات جمعها مشروع بيانات الموقع وحدث النزاع المسلح، قامت الميليشيا بزرع مليون لغم أرضي منذ بدء الحرب، مما يجعل اليمن واحدة من أكثر البلدان التي تعرضت لألغام كثيفة منذ الحرب العالمية الثانية.
 
وأكد تقرير مراقبة أثر الصراع على المدنيين، أن - ألغام الحوثي الأرضية-  كانت أكثر أنواع العنف المسلّح فتكاً في اليمن خلال السنوات الخمس الماضية، إذ تسببت في ثالث أكبر عدد من الضحايا المدنيين. 
 
تشير بيانات الموقع وحدث النزاع المسلح أن الحديدة تأثرت بشدة بألغام الحوثيين الأرضية، حيث شكلت المديريات الجنوبية، التحيتا والدريهمي والخوخة وحيس 70٪ من ضحايا الألغام الأرضية في اليمن.
 
 ولفتت المنظمة الأممية المهتمة برصد ضحايا النزاع، إلى أنه بعد تحرير مناطق الساحل الغربي بالحديدة في 2018، ارتفع عدد الوفيات بين المدنيين بسبب الألغام الأرضية بنسبة 279٪ في متوسط 12 ضحية شهرياً من يونيو إلى ديسمبر 2018.  
 
يمثل هذا الاستخدام الغزير للألغام الأرضية المضادة للأفراد والمضادة للمركبات من قبل الحوثيين قراراً استراتيجياً انتقاماً لهزائمهم من المدن الرئيسية وتغطيتها مثل عدن في عام 2015 والحديدة في عام 2018.
 
تقرير" اتجاهات أزمة اليمن وتوقعات عام 2021"، الصادر عن منظمة مشروع تقييم القدرات، توقع أيضاً أن يستمر عدد حوادث الألغام في الزيادة.
 
آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية تحولت إلى صحراء، وملايين من أشجار النخيل اختفت، واضمحل الغطاء النباتي في سهل تهامة، بسبب الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي.
 
إلى جانب الخسائر المادية المدمرة، تمثل الألغام الأرضية تهديداً مستمراً لأطفال اليمن، إذ أدى الاستخدام المفرط لهذه الألغام إلى ترك المجتمعات في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، مع منع المنظمات غير الحكومية في الوقت نفسه من الوصول إلى المحتاجين. 
  
 عاملون في إزالة الألغام أكدوا أن الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي، تحتاج إلى عشرة أضعاف الجهود الحالية لإزالتها، وتمويلات بمليارات الدولارات، كونها زرعت بشكل عشوائي ولا تملك الميليشيا خرائط أماكن ومسارات الألغام التي نشرتها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية