ارتفع معدل التضخم للسلع الغذائية (الغلاء) في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي بنسبة 17.5 بالمائة في يناير 2021، مقارنة بشهر يناير2020، مدفوعةً بالسوق السوداء التي اعتمدتها الميليشيا بدلاً للسوق الرسمية.
 
وقال تقرير المستجدات الإنسانية في اليمن الصادر عن الأمم المتحدة، إن أسعار الوقود في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، زادت في السوق السوداء بنسبة 59% للبترول، و70% للديزل، و88% لغاز الطهي.
 
ألغت الميليشيا سوق المشتقات النفطية الرسمي في مناطق سيطرتها، وحولته إلى سوق سوداء لتعظيم الأرباح من تجارة الوقود التي باتت تتصدر قائمة مواردها المالية، على حساب أسعار السلع والخدمات الأساسية للمواطن.
 
بلغ سعر "دبة" البترول في السوق السوداء 20 لتراً 16500 ريال، وسعر دبة الديزل 15600ريال، ودبة الغاز 11 ألف ريال، في العاصمة صنعاء وباقي مناطق سيطرة الميليشيا.
 
وأثرت السوق السوداء للوقود في رفع كلفة نقل الأدوية والسلع المصنعة والزراعية، المستوردة والمنتجة محليا، غير انعكاسها على رفع سعر الخدمات المساعدة في الإنتاج والحفظ، بما في ذلك أسعار مياه الري، والكهرباء اللازمة لعمليات الإنتاج والتخزين.
 
وجاء هذا الارتفاع بالتزامن مع زيادة الطلب على الوقود للعملية العسكرية والمعدات في جبهات القتال التي فتحتها ميليشيا الحوثي الموالية لإيران بمحافظة مأرب مطلع فبراير الماضي.
 
 
يؤكد مواطنون أن الوقود متوفر في صنعاء وباقي المحافظات، ويباع في السوق السوداء التي تدار من قيادات حوثية، ولكن بأسعار مرتفعة تزيد أربعة أضعاف على السعر الرسمي.
 
وشهدت تكلفة الغذاء والضروريات الأساسية الأخرى ارتفاعاً كبيراً، مما تسبب في لجوء العديد من الناس إلى ممارسات ضارة مثل الحد من استهلاك الغذاء وحتى إرسال بعض العائلات أطفالها للعمل أو التسول لتتمكن من شراء الطعام.  
 
 وبلغ سعر الصرف في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، أعلى بثلاث مرات من مستويات ما قبل انقلابها على الدولة أواخر 2014.
 
وتضاعفت تكاليف المعيشة في اليمن أربعة أضعاف منذ عام 2015، وزادت تكلفة السلة الغذائية بنسبة 123٪ مقارنة مع أسعار ما قبل الحرب، بينما انخفضت الوظائف إلى النصف تقريباً، وعلى الرغم من أن الطعام متاح، لكن غالبية اليمنيين لا يمكنهم شراءه.
 
وتوقع اقتصاديون أن تستمر أسعار السلع الغذائية المستوردة في الارتفاع بشكل أكثر تماشيا مع تضخم الريال، نتيجة الإجراءات الحوثية الراهنة ضد الاقتصاد، وتضييق الإمدادات بين المحافظات، والمتاجرة في المشتقات النفطية بالسوق السوداء.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية