لاتزال كلمة العميد طارق محمد عبدالله صالح قائد قوات المقاومة الوطنية التي ألقاها يوم الأربعاء 11 يوليو الجاري أمام دفعة من المدنيين والعسكريين الذين لبّوا دعوته للالتحاق بإخوانهم المرابطين في جبهات القتال، هي حديث اليمنيين من مختلف المناطق اليمنية تداولاً وتحليلاً لاسيما بعد أن حظيت بأصداء واسعة في وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.

 

أهمية الكلمة الموجزة بما احتوته من دلالات ورسائل ظهرت جلية من خلال حجم تداولها ونشر مقتطفات منها في الأخبار والتقارير والمقالات التي تناولت القضايا المحلية والقومية التي تحدث عنها العميد في كلمته والبرامج الحوارية على مختلف وسائل الإعلام، وكذا ردود الأفعال والنقاشات المطولة والتحليلات التي خرج بها سياسيون وإعلاميون وناشطون من مختلف التوجهات السياسية والمشارب الفكرية.

 

وفيما يلي بعض ردود الأفعال التي رصدها المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية:

الكاتب الصحفي والناشط همدان العليي أبدى إعجابه بما ورد في كلمة العميد طارق صالح واصفاً إياها بأنها "كلمة موفقة وسديدة" منوهاً بأنها "بددت مخاوف كثير من السياسيين الوطنيين" وقال في تغريدة له على "تويتر" أن الكلمة "فوتت الفرصة على المتربصين والمتصيدين - أصحاب المشاريع الشللية والمناطقية الصغيرة- للنيل منه".

 

نائب رئيس الوزراء السابق - الأمين العام لحزب العدالة والبناء عبدالعزيز جباري، كانت له وجهة النظر نفسها حيث وصف كلمة العميد طارق بأنها "كانت موفقة جداً"، مشيداً بما حملته من مضامين وطنية تؤكد صوابية السير في الطريق الصحيح والناجع لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب. وقال: "ولتحقيق هذا الهدف يتطلب من الجميع الترفع عن الصغائر والضغائن، وتغليب المصلحة العامة".

 

وفي هذا الصدد لم تختلف وجهة نظر السفير/عبد الوهاب طواف عن سابقيه "العليي وجباري" حيث قال "كان العميد طارق صالح موفقاً في التطرق للخطر الكهنوتي في خطابة الأخير في عدن أمام دُفع عسكرية جديدة" مدلِّلاً على صحة وجهة نظره السابقة، بقوله أن العميد أكد "أهمية وجود قوة عربية بقيادة السعودية للدفاع عن أمن وأمان وكرامة المنطقة العربية".

 

الصحفي أنيس منصور أسهب في حديثه عن كلمة قائد قوات المقاومة الوطنية واصفاً إياها بأنها " خطاب وطني قوي واضح" ولم يغفل منصور الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن العميد "يتحدث عن اصطفاف لمواجهة خصم عدواني كهنوتي إمامي إيراني"

 

ويرى منصور من وجهة نظره أن الخطاب "تحدث عن جبهة واحدة وعدو واحد تحت التحالف ووضع إشارات للتقارب مع الشرعية" حسب رأيه، منوهاً بأنه "أشاد بدور أبناء عدن ومواقفهم "

 

وخاطب منصور قراءه ومتابعيه بالقول "نحن بحاجة خطابات مثل هذه تلم الشمل وتردم الفجوات وتتجاوز الأخطاء والصراعات"

 

من جانبه وصف رئيس تحرير "عدن الغد" الصحفي فتحي بن لزرق خطاب العميد طارق بأنه "الخطاب السياسي الهادئ والمتزن" ونشر بن لزرق مقتطفات منها، مشيراً إلى أن أهم مقتطفات الكلمة "اليمن واحد ولا عاصمة لليمنيين سوى "صنعاء".

 

المذيع التلفزيوني عمر عبدالعزيز المرشد بدوره كتب على حسابه في "تويتر" إن "طارق صالح يتحدث بقوة وبثقة ويؤسس لجيش فتي وقوي يؤمن بالجمهورية وبالوحدة"

 

الإعلامي الإماراتي فيصل بن حريز مراسل قناة سكاي نيوز عربية من الساحل الغربي نقل بدوره على حسابه بـ"تويتر" جزءاً من كلمة العميد طارق صالح "نهبت المليشيات معسكرات الدولة وأخذت السلاح من أيادي الجنود واليوم تبحث عن مقاتلين من أبناء القبائل وتستقبل أجانب من إيران وحزب الله في لبنان والعراق".

 

بدوره كتب رئيس منظمة البيت القانوني المحامي محمد المسوري معلقاً على كلمة العميد الركن طارق صالح بأنها "رسالة واضحة وصريحة. علينا أن نتكاتف جميعا لاستعادة اليمن الجمهوري". واختتم تعليقه بالقول "لله درك ياطارق".

 

وسائل الإعلام

وسائل الإعلام العربية ركزت على البعد القومي الذي كان حاضراً في الكلمة وتناقلت وسائل الإعلام المقروءة الإلكترونية بعناوين عريضة أبرز ما قاله العميد طارق صالح في كلمته.. صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر الجمعة الماضية نشرت خطاب قائد المقاومة الوطنية ضمن تقرير مطول تحت عنوان "طارق صالح يدعو في عدن إلى طرد الحوثيين من صنعاء"، ورصدت انطباع السياسيين والناشطين ونقلته في تقريرها بالقول "خطاب طارق صالح لقي ارتياحاً واسعاً، في أوساط الناشطين اليمنيين، واعتبره بعضهم في تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، خطاباً جامعاً وحريصاً على وحدة اليمنيين والقوى المختلفة في مواجهة المشروع الحوثي".

 

وأشار التقرير إلى أنه "بعد نحو أسبوع فقط من أول خطاب ميداني للعميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، ظهر مجدداً في خطاب جديد من وسط معسكر للتدريب غربي مدينة عدن، لمناسبة استقبال لواء جديد انضم إلى قواته التي يقودها في مواجهة الميليشيات الحوثية تحت مسمى المقاومة الوطنية.

 

وكالة العين الإماراتية نقلت عن قائد المقاومة الوطنية قوله "معركة الحديدة شبه منتهية.. والمليشيات فشلت في الحشد" وأبرزته عنواناً عريضاً لخبر نشرته على موقعها، وأشارت في ثنايا الخبرالى تأكيده أن "العصابة الحوثية لا تريد السلام وتريد الدماء في كل مكان ولن تخرج إلا بقوة السلاح".

 

واقتبست عنه أيضاً أن "الحوثيين يبحثون في كل قبيلة عن مقاتلين ليقاتلوا في الساحل الغربي، بل أصبحوا يبحثون في إيران ولدى حزب الله".

 

الموقع الإخباري الإماراتي إرم نيوز والإمارات 24 وغيرهما أبرزت عناوين أخبارها تأكيد قائد المقاومة الوطنية على عروبة اليمن وانتماءه للأمة العربية، فجاء على صدر صفحات مواقعها عناوين مثل "طارق صالح: اليمن أصل العرب وتنتمي للأمة العربية لم تنتمي لبلاد فارس ولا للباب العالي في إسطنبول، وستظل عربية" و"طارق صالح: اليمن عربي ولن يخضع لا لفارس ولا إلى الباب العالي في إسطنبول".

 

اللافت في تناولات وسائل الإعلام العربية والدولية للكلمة ما نشرته صحيفة "رأي اليوم" و"سبوتنك" في خبرهما حيث تناقلت الصحيفة اللندنية والموقع الإخباري الروسي خبراً موحداً بعنوان "أول ظهور في عدن... رسالة عسكرية من طارق صالح لـ"أنصار الله"

 

وجاء في الخبر "أتم طارق صالح حديثه، مشددا على وحدة اليمنيين دون تفرقة قائلا: "نحن ننتمي لليمن ولا ننتمي إلى عصابة، اليمن فيها كل المذاهب، اليمنيون على مدى التاريخ تعايشوا فيما بينهم الزيدي والشافعي والصوفي والسلفي، الدين لله والوطن للجميع".

 

يجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الرصد لنماذج وعينات من ردود أفعال سياسيين وإعلاميين وناشطين ووسائل إعلام مقروءة على كلمة قائد قوات المقاومة الوطنية والتي لا تزال تتوالى تباعاً، ولا يخطئ ذو بصيرة إجماع تلك الآراء – على اختلاف أصحابها- علی أهميتها بالنظر إلى ما حملته من رسائل ذات مدلولات وطنية وأبعاد قومية وقراءات واعية للأخطار المحدقة بالوطن واستشعار عالٍ بالمسؤولية الوطنية التي تستوجب تعزيز الاصطفاف الوطني في سبيل استكمال تحرير ما تبقى من أجزاء الوطن التي لا تزال تحت سلطة عصابة الكهنوت الحوثي.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية