على قدمٍ وساق يتواصل القتال وتشتد المعارك يومياً في الساحل الغربي بين مثلث المقاومة المشتركة (المقاومة الوطنية-المقاومة التهامية - ألوية العمالقة) من جهة، والمليشيات الكهنوتية من جهة، حيث يسعى شركاء المقاومة لاستعادة الجمهورية ودفن زمن الكهنوت، فيما تحاول المليشيات الحوثية جاهدةً استعادة مجد الأئمة ورمي اليمن إلى الخلف نحو بوتقة الفقر والجوع والمرض.

 

من الخوخة حتى مقتبل مدينة الحديدة يرسم مقاتلو الجمهورية ملامح جمهوريتهم المسلوبة في أيدي الكهنوت بكل عنفوان ووضوح ناصع، يضعون اللبنات الأولى لاسترداد وطنهم وكسر ناب الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران مالياً وطائفياً ولوجستياً وعسكرياً.

 

وعلى امتداد المناطق المحررة في الساحل تعود الحياة إلى الديار ويستشعر السكان المحررون الأمن والأمان الذي ينعمون به في كنف الجمهورية، بعد أن قضوا ردحاً من الزمن يذوقون الأسى من ويل الانقلاب ويقضون حياتهم في السجون والمعتقلات والتهجير وأماكن النزوح وفي القفار والصحاري الممتدة على مقربة من شواطئ الحديدة.

مراسل "وكالة 2 ديسمبر" زار في المناطق المحررة سكاناً أعادتهم المقاومة الوطنية إلى فلك الجمهورية، جلهم قدموا جزيل الشكر لرجال المقاومة الحاملين أرواحهم على أكفهم، معتبرين وجود المقاومة الوطنية في موقف المقاتلين المناهضين للمليشيات يعدُ في حد ذاته انتصارا لقدسية اليمن واتحادا يوحد هدف اليمنيين كلهم جيشاً وشعبًا، ويعلي شأن اليمن ويوجه المقاتلين في اتجاه واحد اسمه "استعادة اليمن".

 

تنشر ألوية حراس الجمهورية في المناطق المحررة بالحديدة دوريات أمنية في الأسواق والمديريات وعلى الطرق العامة والشوارع لمساعدة السكان هناك ودعم استتباب الأمن وإعادة تطبيع الحياة التي صادرتها المليشيات الإرهابية أثناء ما كانت تعيث الفساد والخراب في تلك المناطق حينما كانت تفرض إرهابها هناك.

 

وكانت الحياة قد عادت إلى طبيعتها كلياً في المدن المحررة وبالذات مديرية الخوخة، وأجزاء من مديرية التحيتا وبمناطق الفازة والجاح عاود السكان أعمالهم مجدداً في مزارعهم بعد أن هجروها لسنين نتيجة تمركز المليشيات الكهنوتية فيها، واستخدامها لتلك المزارع ثكنات عسكرية ومواقع تخزن فيها السلاح والذخيرة وتزرعها بالألغام على نحو كثيف.

 

وعلى الخط الواصل بين الحديدة والمخا تنشر ألوية حراس الجمهورية وحدات أمنية وحواجز عسكرية لتنظيم الحركة، وتفتيش المركبات المارة عبر الطريق، انطلاقاً من اهتمامها بدعم الأمن وتحقيق السكينة للمدن والمناطق المحررة ومساعدة السكان في نسيان مرارة الحياة التي أذيقوا إياها من قبل جماعة الكهنوت الحوثية.

 

وتحدث أحد سكان مديرية التيحتا خلال مصادفة مراسل الوكالة له في منطقة المُجيلس أثناء عودته إلى بيته في مركز المديرية عن شعور بالسعادة لعودته إلى منزله الذي تركه قبل ثلاث سنوات بسبب مطاردة المليشيات الحوثية له بعد أن ألصقت به تهماً لا حق فيها ولا واقع، وبدموعٍ مكتظة بالفرحة والأسى لهذه الاغتراب في الوطن واصل الرجل الذي فضل عدم ذكر اسمه خطاه نحو مركز التحيتا للقاء أقاربه وأطفاله الذين ينتظرون عودته على أحر من الجمر.

 

وتفيد مصادر عسكرية في ألوية حراس الجمهورية، بأن الجهود العسكرية لاستعادة اليمن ماضية في اتجاهها الذي تولدت عليه، مشددة على استئصال الكهنوت الحوثي مهما كانت جسامة التضحيات التي تُقدم على مذبح الوطن.

 

ويبدي الجنود الجمهوريون معنويات تعانق هامات السماء وهمما يؤكدون من خلالها أن الجمهورية ستعود والكهنوت سيولي، ولا سيادة للمليشيات الحوثية على اليمن إطلاقاً، ولن يطول الزمن الراهن إلا لما يقضي إزهاق روح الانقلاب على مراحل يذيق المليشيات السم الزعاف الذي أذاقته اليمنيين منذ أربع سنوات.

 

ويقول مقاتلو المقاومة الوطنية إن هدفهم الأول مدينة الحديدة وميناءها لخنق المليشيات في المرحلة الثانية، والعودة إلى صنعاء واليمن كلها هدفهم الرئيس، ومهما كانت الكلفة لذلك لن يعجزوا عن دفعها دامهم سيعيدون اليمن إلى حاضنته العربية ويدحضون مشروع إيران في اليمن حينما يطوون صفحة المليشيات تماماً.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية