أجبر المجتمع الدولي في ديسمبر 2018 اليمنيين، على قبول اتفاقية ستوكهولم بوساطة الأمم المتحدة، التي حالت دون تحرير مدينة الحديدة وموانئها من ميليشيا الحوثي، إلا هذا الاتفاق الذي يدخل عامه الثالث لم يسفر عن وقف دائم للعنف أو تقدم حقيقي نحو الحلول السياسية.
 
يقول بيتر سالسبوري، كبير محللي اليمن في مجموعة الأزمات الدولية، في تقريره "النهج الدولي لحرب اليمن: هل حان الوقت للتغيير؟" بعد مرور عامين تقريباً على اتفاقية ستوكهولم، يبدو أن الفرصة العابرة التي قدمتها لإنهاء الحرب الأهلية قد ضاعت، بدلاً من ذلك، يجري حالياً تصعيد كبير.
 
شمل الاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة وإعادة انتشار القوات خارج المدينة والموانئ الحيوية على البحر الأحمر، كما تضمن تفاهمات حول تعز والتي تشهد حصار حوثي مشدد منذ قرابة 5 أعوام.
 
 وأضاف ساليسبري، نهج السياسة الدولية لا يكون له معنى، حتى الآن لم يفعل شيئاً يذكر للتخفيف من عاملين أساسيين على الأرض لا يزالان يمكنان الحوثيين.
 
فبحسب تقارير أممية فإن تصعيد ميليشيا الحوثي للقتال في الحديدة وتعز، على مدار العامين الماضيين، أدى إلى أكبر عدد من الضحايا المدنيين خصوصا الأطفال.
 
وفقا للأرقام من بيانات رسمية و3 تقارير ربع سنوية لمشروع مراقبة أثر الصراع على المدنيين في اليمن المدعوم من الأمم المتحدة، فقد قتل أو جُرح ما لا يقل عن 1843 مدنيا منذ 1 يناير الماضي وحتى 5 ديسمبر الجاري.
 
وارتفعت الخسائر في صفوف المدنيين في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، إثر مجازر ميليشيا الحوثي بسبب القصف المدفعي المباشر والذي أسفر عن سقوط 506 مدنيا ضحايا قتلى وجرحى.
 
وشهدت الحديدة، أكثر من أي محافظة يمنية أخرى، سقوط ضحايا مدنيين، بمعدل أكثر من الثلث، بنحو 201 مدنيا قتلى وجرحى، حيث أودى الهجوم على التجمعات فقط بأكثر من 58 ضحية فيما شملت أعمال القنص الحوثية مقتل وإصابة 16 من الأطفال والنساء.
 
وسجلت التقارير 456 حادثة عنف مسلح أثرت بشكل مباشر على المدنيين، وعرضت 252 منزلا مدنيا للتدمير الكلي والجزئي وقيد قدرة الوصول إلى 9620 أسرة تعيش في حيس، وتسبب بحرمان الآلاف من 4 مراكز صحية تعرضت للهجوم بواسطة القذائف المحظورة.
 
وجاءت الحديدة بعد تعز في قائمة عدد الضحايا من النساء بـ13 امرأة، أما الأطفال فكانت نسبة مقلقة في المحافظة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر، حيث بلغ عدد الضحايا 37 طفلا من إجمالي 92 مدنيا.
 
وفي 31 مايو، ساهم هجوم حوثي بالقذائف المدفعية على تجمع للمواطنين في حي الزهور في مديرية الحالي، القريبة من نقاط التماس شرقي مدينة الحديدة، في سقوط 18 مدنيا بينهم 15 طفلا بين قتلى وجرحى.
 
ورصد مشـروع مراقبة أثر الصراع على المدنيين في الربع الثاني، أعلى نسبة من ضحايا الألغام الأرضية في الحديدة، بلغت 18 ضحية إثر انفجارات الألغام وبقايا مخلفات مليشيا الحوثي، كانت غالبيتها بمركبات مدنية، مما قيد حرية حركة المدنيين على طول الطرق.
 
أما الربع الثالث من العام، فتضاعف عدد القتلى والجرحى من النساء والأطفال في حوادث قناصة مليشيا الحوثي بنسبة 3 مرات.
 
فمن بين 527 مدنيا من إجمالي عدد الضحايا، سقط 31 من النساء والأطفال إثر قناصة مليشيا الحوثي وشهدت تعز أكبر عدد من المدنيين بسبب نيران القناصة الحوثية المتمركزة في الجبال المطلة على الأحياء السكنية شرقا وشمالا.
 
وسجلت الحديدة، ثاني أكبر حصيلة للضحايا المدنيين في الربع الثالث من العام 2020، بـ 76 ضحية، سقط 60% منهم بسبب قذائف الهاون الحوثية ذات الشظايا المميتة.
 
وطبقا للتقارير، فقد تمثلت أبرز أعمال العنف في هذا الربع، في هدم الأعيان المدنية بالعبوات الناسفة في محاكاة لأعمال تنظيم داعش الإرهابي.
 
وكان أبرزها تفجير مدرسة "بيت مغاري" في حيس الساخنة أقصى جنوب الحديدة، وحرمان أطفال 1000 أسرة من الحصول على حق التعليم.
 
ولم يكتف الحوثيون بهذا القدر من السجل الدموي في التسعة الأشهر الأولى، حيث حصدت مجازر جماعية للمليشيات في الـ 10 أيام الأخيرة أكثر من 60 مدنيا قتلى وجرحى بين الحديدة وتعز.
 
ووفقا لمنظمة إنقاذ الطفولة الدولية، فإن شهر أكتوبر كان أكثر الشهور دموية بالنسبة للمدنيين خصوصا الأطفال وضحايا الأسر الواحدة بزيادة قدرها 55٪ مقارنة بالمعدل الشهري في عام 2020.
 
وبحسب مشروع مراقبة أثر الصراع على المدنيين في اليمن المدعوم من الأمم المتحدة، فإن ضحايا الإرهاب الحوثي في شهر أكتوبر تجاوزوا 228 ضحية على مستوى البلاد، أكثر من نصفهم في مجازر جماعية ارتكبها الحوثيون في محافظتي الحديدة وتعز تحت غطاء سلام ستوكهولم الهش.
 
وتفيد تقارير صحفية إلى حصيلة بيانات لأكثر من 86 ضحية في محافظة الحديدة، والتي تشير إلى سقوط مدني واحد كل 8 ساعات، وأن هناك 3 أبرياء يتعرضون للقتل أو الإصابة والإعاقة يوميا بنيران الإرهاب الحوثي المدعوم إيرانيا.
 
في تعز، كان هناك 58 مدنيا ضحايا، ضمت أعلى عدد من ضحايا المجازر اليومية وهو 38 مدنيا وفقا لبيان أطباء بلا حدود الدولية، في أعقاب إطلاق الحوثيون 72 قذيفة على الأحياء السكنية بتعز مع أول يوم لعودة الطلاب إلى المدارس في العام الدراسي الجديد.
 
وفي 3 ديسمبر، أودى قصف صاروخي لمليشيا الحوثي على مجمع "إخوان ثابت" في محافظة الحديدة بحياة 10 من العاملين في المجموعة التجارية والصناعية، ولا يزال 6 جرحى يتلقون العلاج، اثنين منهم حالتهم لا تزال حرجة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية