حاكم فارسي في صنعاء.. مرابحة إيرانية بعبودية الحوثيين في بورصة الصراع الإقليمي
احتفت المليشيات الحوثية بما اعتبرته انتصارا دبلوماسيا لها تمثل بوصول سفير عينته طهران ممثلا لها في صنعاء في أول اعتراف بسلطة المليشيات من قبل دولة على مستوى العالم.
لا يشكل التمثيل الدبلوماسي الإيراني لدى سلطة المليشيات الانقلابية أي مكسب للطرفين على صعيد العلاقات فليس هناك علاقة ندية أو استقلال في القرار بالنسبة لمليشيات الحوثي حتى تعتبر تعيين سفير لملالي طهران اختراقا في جدار المقاطعة الدولية دبلوماسيا .
وكون مليشيات الحوثي تعمل ذراعا عسكرية لطهران وتنفذ أجندة وأومر الدولة الفارسية فعلاقاتها بدولة المرشد الأعلى تجاوزت التمثيل الدبلوماسي إلى التبعية من قبل المليشيات للدولة الإيرانية وعليه يصبح الاحتفاء الحوثي الإيراني بفتح سفارة لخامنئي في صنعاء مسرحية سمجة للتغطية على عبودية عصابة الكهنوت للملالي .
كما أن المليشيات الحوثية تريد أن تظهر أن لديها استقلالا في القرار ودور طهران وحضورها لا يتعدى العلاقة الدبلوماسية بين الطرفين بينما يؤكد حضور المندوب الإيراني السامي إلى صنعاء أو الإفصاح عنه أن طهران لم تعد تقبل حتى بأن يلعب قادة المليشيات الحوثية دورا صوريا في إدارة المشهد عسكريا وسياسيا .
مندوب طهران عمليا هو من سيدير بشكل مباشر كل ملفات المليشيات السياسية والعسكرية عبر الخبراء الإيرانيين الذين يتواجدون في مناطق سيطرة المليشيات والمناطق العسكرية كما أن ظهور سفير إيراني في صنعاء يمثل رسالة للمجتمع الدولي بأن طهران هي صاحبة القرار في صنعاء وليس زعيم عصابة الكهنوت الهارب في أحد كهوف صعدة.
إقدام طهران على خطوة كهذه يقود إلى استنتاجات منطقية حول طبيعة العلاقة بين أجنحة المليشيا والصراعات المحتدمة على النفوذ والامتيازات داخل بنية الهيكل الحوثي وخشية طهران من وصول الصراعات إلى مرحلة المواجهة وتفكيك المنظومة القيادية للمليشيات والتي أثبتت خلال السنوات الماضية ولاء غير منقوص للحرس الثوري وكل الجهات الإيرانية المرتبطة بالعمليات الخارجية.
وإزاء مخاوف طهران من تفشي وباء الصراع على المصالح داخل المكونات والمراكز العائلية والمناطقية الحوثية فإن تواجد مندوب سامي لها في صنعاء ومنحه صفة تمثيل يعني أن هذا المندوب وليس السفير كما يسمونه سيعمل كناظم لحلقات الصراع والتنازع بدرجة رئيسة بين المتصارعين من قيادات مراكز النفوذ الحوثية وذلك لضمان إطالة عمر المليشيات وإيقاف تدحرجها نحو الصدام والانهيار .
إضافة إلى أن طهران التي تستخدم المليشيات الحوثية كورقة لاستهداف المنطقة والمرابحة بها في بورصة الصراع على النفوذ في الإقليم تعمل كذلك على تأكيد نفوذها وامتلاكها لقرار المليشيات وتوجيهها من خلال تواجد مسئول إيراني مباشر لها في صنعاء يكون هو المتحكم بقرار السلم والحرب وتحريك كل الملفات المرتبطة بالمليشيات وربط كل ما يخص المشكلة اليمنية بهذا المندوب السامي .
لم تلتزم طهران بكل قرارات الشرعية الدولية الخاصة باليمن بما فيها القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والتي تحدد عقوبات على موردي السلاح للمليشيات الحوثية وداعميها وهي هنا لا تتجاوز فقط قرارات الأمم المتحدة باعترافها بسلطة انقلابية وغير شرعية بل تتمادى لإرسال حاكم إيراني لإدراة حرب على المصالح الدولية وتفخيخ السلم والتعايش في المنطقة لتتحول مليشيات الحوثي إلى فصيل عسكري يعمل بشكل مباشر وعلني تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني .