عندما قيل لي: طارق في الساحل شعرت لوهلة أن المعركة الحقيقية بدأت ومن صلب المؤسسة العسكرية وأن الجماهير الممتدة شمالاً وجنوباً مثلي لها إيمان وثقة عظيمتين بالمؤتمر الشعبي. 
 
 
قبل ظهور حراس الجمهورية في المخأ كانت البلاد في قمقم استبدادي تحميه طلاسم الكهنوتيين ولا يجرؤ أحدنا أن يكتب عما يحدث وإذا نشرت يوماً على صفحتي في الفيس بوك منشوراً ضد المليشيا يتناقص عدد أصدقائي ولا يعجب به أحد. 
 
 
كان الجميع خائفاً ، بعد مقتل صالح ، الجماعة التي لم تتورع عن التضحية بأكبر حليف إستراتيجي منحها الصلابة والمنعة طيلة السنوات الثلاث وخسرت جماهير أكبر حزب وطني لن توفر مجرد كاتب أو ذا رأي لا حول له ولا قوة لذا فضلنا السكوت. 
 
 
كنت في صنعاء عندما ظهر القائد طارق لأول مرة بعد شائعات مقتله في الانتفاضة الصالحية وكوني لا أستطيع إخفاء شعور الفرح والعظمة وأخاف الوقيعة فقد كتبت جملة مكونة من اثني عشر حرفاً : لكل أندلس طارق وقلت : يفهمني الذكي.
 
 
حسناً ، بعد ظهوره في المخا وصحبته الأرتال العسكرية وعشرات الآلاف من العسكريين والخبرات النخبوية في الجيش اليمني تخلصت الجماهير من القمقم المليشاوي وبدأت موجة عفوية للقيام بدور إعلامي يساند الحراس ويفضح الحوثيين. 
 
 
أصبح الحوثي وحيدا ، منبوذاً ، قلما تجد تقية من يدافع عنه في الفيس بوك وتويتر والواتس آب وفي مجالس القات في صالون الحلاقة وفي المركبات العمومية وحتى الذين يرددون الصرخة من المنجرفين يشتمونه في خضم الضجيج المزيف. 
 
 
فجأة انتهى الخوف وطفح على سطح السوشيال ميديا مقدار الكبت الذي أثقل كاهل الصحفيين والمثقفين ومرتادي وسائل التواصل الإجتماعي، وحينها أتضح للجماعة الحوثية معنى قتلهم لصالح وأن الشعب اليمني قنبلة موقوتة سرعان ما تنفجر اذا ما وجدوا قائداً يصطفون خلفه لتمزقهم.
 
 
طبعاً ، أنطلقت عمليات حراس الجمهورية في الساحل الغربي تساقطت كأوراق الخريف المديريات الساحلية غرب تعز، وأعاد الرجل الذي اختفى عن الأضواء طيلة حكم عمه الصالح شوكة المليشيا إلى الخلف، فالجماعة التي لا تهزم فقدت أسطورتها المحاكة من الرعب أمام قوات الحراس والعمالقة الجنوبيين. 
 
 
توسعت المعركة لتتجه غرباً طيلة الساحل وتعاظمت أيضاً ثقة الجماهير بالعملية العسكرية لتمتلئ مكاتب التجنيد بأبناء القوات المسلحة والثوريين والمتطوعين من كل أرياف اليمن وسحبوا البساط الساحلي من يد الكهنوت الغاشم.
 
 
هنا، استشعرت المليشيا حقيقة ما يجري ، خوفهم الأكبر ليس من ألوية المقاومة المشتركة برباعيته الجبارة بل من الجماهير الغاضبة التي لطالما أعتقدوا أنهم بمقتل علي عبدالله صالح دجنوا بعضاً منهم وذاب البعض الآخر في مسيرة السيئ المأفون ..
 
 
الانتصار الأكبر لطارق صالح في إعادة المجتمع اليمني إلى مرحلة النضال والمواجهة وفي كسر الخوف المستشري واليقين الذي زرعته المليشيا في قلوب العامة بأنهم جماعة خارقة للعادة ولكت ماذا حدث في الحديدة ، أين معجزات السيد ؟ 
 
 
أوجدت القوات المشتركة بدعم وإسناد الإمارات اصطفافاً وطنياً، وأشعلت جذوة الحرية التي كادت أن تنطفي وأن لا أولوية لأبناء هذا الوطن الكبير سوى التخلص من الانقلابيين الذين سلبوا كل شيء وأن لهم الحق الإلهي في إستعباد الناس. 
 
 
قطعاً ، عجز الكهنوت بالفبركات وبمطابخهم الإعلامية في دول الإقليم وعبر كواليس الأمم المتحدة أن يستعيد نظرة العامة له وبمصطلحات العدوان والغزاة حتى والدفاع عن كرامة اليمنيين ليتضح أخيراً في أنه الفتى المدلل لدول الإستكبار العالمي 
 
 
تزامناً مع هذا ، هناك موقف مشرف للقيادة المحتجزة في صنعاء في فض الشراكة مع الإنقلابيين في الوقت عينه والبندقية مصوبة نحوهم وعائلاتهم، وهذا يدل على أن الصف الحوثي بدأ يتخلخل، وإلا لما سمحوا بمثل هذا التخلي من العمق ومن الشيخ الغادر شيخ مشايخ خولان الذي أبدى استعداده للمقاومة.
 
 
حاصل الكلام ، نحن نؤرخ دحرنا لمرحلة سوداوية في تاريخ اليمن وندق العنق الأخير للحوثيين بقبضة قحطانية صلبة مكونة من ألوية حراس الجمهورية وألوية العمالقة والمقاومتين  التهامية والجنوبية ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتضحية. 
 
 
وأخير بلغة العجائز : الله ينصركم على أعدائكم ويجعل الحوثي حتيف نتيف لا مشدة ولا عطيف شجعلك يا عبدالملك مقتول بحول مبتول شجعلك ولا ترى يوم بيضاء ويشلموك الجن من شخف* للخف. 
 
 
 
*شخف جبل عال في العدين يطل على أيفوع

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية