منذ الوهلة الأولى لمشروع الكفاح الوطني الذي انتهجته المقاومة الوطنية في مواجهة قوى الشر الكهنوت، كانت المهمة مزدوجة في مشروع المقاومة، بين يد تذود عن حمى الجمهورية، وأخرى تجود بالخير والواجب على اليمنيين في البقاع المحررة؛ لم يكن هذا النضال يحدث بمعزلٍ عن إعادة تطبيع الحياة في المناطق التي تُدحر منها مليشيا الحوثي في الساحل الغربي، بكل كانت التنمية حاضرة في كل رقعة نعمت بالتحرير.
 
في مدينةٍ يطوقها حصار الحوثيين، يطالها القصف اليومي، ويتذوق الموت أرواح الأبرياء فيها، تبدو الحياة أكثر قسوة على السكان والنازحين؛ إنها مدينة حيس، حيق هم الحصول على شربة ماء  يؤرق آلاف الأسر، التي تواجه أزمةَ مياهٍ خانقة يبدو من المستحيل حلُ عقدتها في اعتقاد سكان المدينة...
 
كانت طوابيرُ طويلةٌ من الناس تصطف على مدار الساعة، ينتظر فيها الناسُ أدوارهم للحصول على حصتهم من المياه؛ هذه المهمة بالنسبة لهم مصيرية، في ظل شح المياه، والترصد الحوثي للعابرين في الأحياء، واستهدافهم بالقناصة والمقذوفات باستمرار.
 
 ضجت الأمكنة بالمناشدات، وارتفعت أصوات العطشى الكل المساعدة، الكل كان يبحث عن مياه نظيفة للشرب، بينما أعين المنظمات الاغاثية تغض الطرف، ويصمُ دعاةُ الأنسانيةِ آذانَهم عن السماع، الإ قائد المقاومة الوطنية كان خيرَ من يلبى نداء الملهوفين في صيفٍ بلا ماء.
 
استجاب القائد العميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية للمناشدات على الفور، وأمر بمعالجة الأزمة ووضع حلٍ شاملٍ وجذري لها، ثم صارت المهمةُ في اختصاص وحدة الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية، وجرى توقيع عقدِ تنفيذِ المشروع يوم الثامنِ والعشرينَ من يونيو الماضي.
 
كخليةٍ نحلٍ بدأت فرق العمل في الشركة المنفذة تنفيذَ المخططات والعمل لإنجاز المشروع، كانت الألغام الحوثية خطرًا يتهدد العاملين لكن تم معالجةُ الأمر بإرسال فرقٍ هندسيةٍ لتمشيط مواقع العمل، ومع ذلك ظلت القناصة الحوثية والصواريخ الحرارية تستهدف معدات الحفر، لكن العمل استمر دون توقف.
 
في غضون سبعين يومًا من العمل الدؤوب، أصبح الحلم حقيقة.. وتم افتتاح المشروعِ رسميًا تزامنًا مع الاحتفالات بثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر.
 
 بلغت كلفة المشروع الإنساني هذا أربعمائةَ ألف دولار أمريكي، وستستفيد منه أربعون ألف نسمة، حيث يتكون بئر ارتوازية متكاملة 
ووحدة ضخ كهربائية غاطسة تعمل بمنظومة طاقة شمسية مكونة من مئتين وأربعة وثمانين لوحا، ناهيك عن غرفة للتحكم ومنظومة حماية من الصواعق وخطِ أنابيب بطول أربعةَ عشر كيلو متراً.
 
وفي واقع هذا الإنجاز العظيم، تجلت الأهدافُ السامية للمقاومة الوطنيةِ، وحضورها الدائم إلى جانب السكان، كواجب وطني يحتم عليها الوقوف إلى جانب اليمنيين سواء في الدفاع عنهم من مليشيا الكهنوت، أو انتشالهم من واقع الأزمات العصيبة؛ لكن الأهم، أن حيس لن ترى العطش بعد اليوم.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية