في جبهات الشرف والبطولة يرسم المناضلون مستقبل اليمن بالكفاح، يحققون الغايات امتدادا لسبتمبر وأكتوبر بتضحيات جسام تقدم في درب الجمهورية، فما كان سبتمبر إلا بوابةً للتحرير من قيود الكهنوت وسلطانه، والدخول بكبرياء النضال وعزة النصر إلى واقعٍ جمهوري، أشرقت شمسُه الوضاءة يوم السادس والعشرين من سبتمبر ألف وتسعمائة واثنان وستون.
 
لقد مرت عقودٌ على ثورة الشعب تلك، الموعد الجمهوري لوأد الكهنوت ورفع راية الجمهورية خفاقةً في السماء، وما زالت الثورة مدرسةً يستقي منها المناضلون دروس الكفاح حتى اليوم، وما كان من حدثٍ ثوريٍ صادقٍ يُعقب الثورة الكبرى إلا نهلاً منها يجدد مسيرة النضال الجمهوري، كما يحدثُ اليوم في الكفاح الشعبي ضد الكهنوتيين الجُدد.
 
قيودٌ كسرت وظلمٌ ولى، وانفتق الصبحُ زاهيًا من جسد الليل، يصنع الثورة فجرَ جمهوريتهم، ويطفئون الليالي الحالكات بسواد ظلم الإمامة، فتخرج إلى العلن جمهورية يهتف لها الشعب وهو يناظر في السماء سهيلًا يضيء أرجاء وطنه، فرحًا واحتفاءً بيوم الخلود الجمهوري.
 
بنفس الهمم والعزائم، وبتضحيات لا تنضب ودماء وطنية لا يجف نهرُ جريانها، تجددُ الثورة اليوم وتقارع جماعة تخلقت من واقع الفوضى لتستعيد مجد الأئمة الزائل، مستغلة حالة فراغٍ عاشها اليمن، فظنت أن الفرصة مواتية لها للانقلاب، ثم سرعان ما اصطدمت بالشعب الذي قاتلها ببسالة ولا زال منذ ستة أعوام.
 
إنه التاريخُ يعيد نفسه من جديد، وإنه الشعب يأبى إلا أن يكون حاملاً للواء الجمهورية، يقاتل ولا يستنفد قواه، يُستشهد منه خيرة المقاتلين، ويواصل الأفذاذ معركتهم، وفاء للجمهورية، وشهداء النضال، فهل ما زال الكهنوت يظنُ أنه باقٍ؟، فليسمع إذن دوي المناضلين.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية