زمن القحط الحوثي.. الزراعة في نصف قوتها
لا يزال انقلاب ميليشيا الحوثي يدفع بمزيد من اليمنيين إلى الجوع، ويهدد سبل العيش، ويدمر الأصول الزراعية، ويحد من فرص الدخل التي تحفز النزوح وتضعف القوة الشرائية.
وتظهر بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أرقاما مخيفة عن وضع القطاع الزراعي في اليمن، متوقعة انخفاض في معدلات الإنتاج للحبوب هذه السنة إلى 52 بالمائة، من إجمالي الإنتاج قبل انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة أواخر 2014.
وأشارت المنظمة، في أحدث تقرير لها، إلى أن 85 في المائة من الأسر الزراعية تفتقر إلى المياه والوقود اللازم للري، و13 محافظة يمنية من أصل22 ستواجه ظروفاً كارثية.
وأدت أسعار الوقود المرتفعة إلى الحد من زراعة المحاصيل وزيادة أسعار المواد الغذائية، كما أن تفشي دودة الخريف والجراد الصحراوي يهدد الأمن الغذائي وسبل عيش المجتمعات المحلية.
وأكدت التقارير الدولية أن استمرار الحرب التي تقودها ميليشيا الحوثي؛ المحرك الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي السنوات الماضية، وتعرض السكان للخطر.
ويملك حوالي مليون و200 ألف يمني، ما معدله 1.36 هكتار من الأراضي الزراعية، وسيؤثر تراجع كميات الحصاد بشكل مباشر على 7 ملايين شخص ويساهم في نقص الغذاء.
ويعيش نحو 70 بالمائة من اليمنيين في مناطق ريفية، ويعتمد أكثر من 50 في المائة من القوى العاملة على الزراعة وما يتصل بها من أنشطة في كسب أرزاقهم، فيما قٌدرت الخسارة في فرص العمل بنحو 50 في المائة بالقطاع الزراعي.
قالت دراسة "أزمة المشتقات النفطية وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية" إن المتاجرة بالوقود ورفع أسعارها تسببت باضطراب في العملية الزراعية، ودفعت بآلاف المزارعين للإحجام كلياً عن العمل في ظل تعرضهم للخسائر بصورة متكررة.
وأوضحت الدراسة أن مليون و200 ألف حائز في مختلف المحافظات تضرر، بسبب المتاجرة بالوقود، وتشير التقديرات إلى أن المزارع الواحد يحتاج نحو 2000 لتر من الوقود لري زراعته.
وأشارت الدراسة، إلى أن محاصيل الحبوب في أغلب المناطق تضررت وتلفت، إذ عجز المزارعون عن ريها، في حين يكافح المزارعون لإنقاذ حصادهم بالري المتواصل؛ لتجنب خسارتها قبل النضوج.
منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة بقوة السلاح، أواخر 2014، اتخذت من المشتقات النفطية تجارة رابحة، وتخفيها بشكل دوري من السوق وتخلق الأزمات، وتدعم السوق السوداء، وارتفعت أسعار الوقود بشكل دراماتيكي، وكان التأثير على المزارعين والاقتصاد شديداً.