في قرية الذكير بمديرية التحيتا جنوب الحديدة، تختلف الأوجاع والآلام وتتكاثر قصص الأسى التي خلفتها مليشيا الحوثي الكهنوتية في أوساط الناس.
 
تلك المنطقة يسكنها القليل من الناس بعد رحيل الأكثرين بسبب قذائف ورصاصات الموت الحوثية التي تنهال عليها بين فترة وأخرى، رغم بعدها عن أي موقع عسكري للقوات المشتركة.
 
أثناء تجولنا بين القرى المتناثرة شد انتباهنا سعف نخيل مكوم على شكل خيمة، من الوهلة الأولى ظننا بأنها مجرد أكواخ لا يسكنها أحد، وعند اقترابنا اتضحت الرؤية، فتلك خيمة تسكنها أسرة فرت من جحيم المليشيا بمنطقة الجبلية لتستقر في الذكير.
 
بدا المكان خاليا من مظاهر الحياة الطبيعية، فأكوام الرمال تزحف نحو مساكن مهجورة، إلى جانب بعض الأكواخ لنازحين من قرى أخرى ، أطفالٌ أيضا لوحظ أنه ليس لهم أي وسيلة للهو أو اللعب سوى تلك الرمال.
 
إحدى الأسر التي التقيناها كانت آمنة مستقرة في منزلها بالجبلية، إلى أن هاجمتهم مليشيا الحوثي حيث سمعت أصوات الرصاص من كل الجهات يطلقها مرتزقة إيران باتجاه القرية، كانت الأم تحاول جمع أولادها خوفاً من أن تصيبهم هذه الطلقات ثم جمعت أولادها وأدخلتهم المنزل.
 
 في ذاك الوقت افتقدت والدتها الطاعنة في السن ، وبعد أن توقف الرصاص خرجت لتبحث عنها لتجدها جثة هامدة بمزرعتهم، رصاصة حوثية غادرة اخترقت قلبها فماتت على الفور.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية