تقرير فيديو| سلامة وزوجها.. مسنان نجيا من جريمة للحوثيين وخسرا كل أملاكهما
آثار الحرب الحوثية في المجيليس بمديرية التحيتا لا تزال بينة في مشاهد عدة لوحظت في تفاصيل متوزعة بالقرية، لكن الإنسان هو المهم والأهم، وهو الأكثر عرضة لانتهاكات مليشيا الحوثي التي لا تزال قائمة إلى اليوم.
في البلدة هذه التقينا أسرة وافدة من مرازقة الجاح، فرت قبل نحو عام ونصف من بطش الحوثيين فلجأت إلى المجيليس لتستقر آملةً أن يجيء يومٌ يكون بوسعها العودة إلى مسقط الرأس.
على كرسي خشبي تقليدي، من الصناعات التهامية، لاحظنا مُسناً مستلقياً، لا يقوى على الحركة، آلمنا المنظر ونحن نرى عينيه تسبلان الدمع، مترجمة الأوجاع التي تطعنه في جسده من جراء إصابة تعرض لها في جريمة قصف ارتكبها الحوثيون.
أعيرة نارية أطلقت من بنادق الحوثيين لاحقت المسن قبل أن يهم بالنجاة، فتفرقت في أنحاء جسده معرضة إياه لخطر الوفاة، لكن جهودًا حثيثة للأطباء الذين أشرفوا على رعايته جنبته مرحلة الخطر الصحي ووضعته في حالة مستقرة يتماثل فيها للشفاء.
أجرى الأطباء أكثر من عملية جراحية طارئة تكللت كلها بالنجاح، ليبدأ الحاج حياة جديدة بعد أن كان على مشارف الموت، غير أن الحياة هذه لا تزال حبيسة الكرسي الذي ينام عليه، فهو لا يستطيع المشي منذ إصابته.
يشعر رب الأسرة اليوم أنه صار عبئا على بقية أفرادها، بعد أن كان معيلا لها بالأمس، وبات بحاجة لمن يساعده حتى في التحرك على كرسيه، بينما الزوجة التي نالت رصاصةً من تلك الرصاصات في ساعدها ليس بوسعها تحمل كل هذه الأعباء إلا بشق الأنفس.
تشير الحاجة سلامة-زوجة الضحية- إلى ساعدها حيث أصابتها الرصاصة الغادرة، تشكو من وضع متردٍ تعيشه الأسرة في موطن نزوحها، وقد خسرت مزرعتها التي كانت مصدر دخلها بفعل القصف الذي طالها فأتلف محاصيلها بالكامل، لا ملجأ لديها في الشكوى إلا لله.
لقد أصبح الفقر سائداً بين الناس، سلامة أيضا تشكو من قلة ذات اليد، وتأمل أن ينظر إلى حالها وزوجها، وهو حال تتقاسمه الأسر التهامية التي مر من بلداتها الحوثيون مخلفين وراءهم كوارث لا تزال ماثلة حتى اليوم.
هذا مشهد واحد من آلاف المشاهد التي كرسها الحوثيون على امتداد الساحل الغربي، فالظلم الجائر، والجريمة الوحشية، والاعتداءات بشتى أنواعها، مارسها الحوثيون على هؤلاء البسطاء، وقبل أن يطردوا منهزمين وضعوا للناس ألغامًا وعبوات.