في طريقٍ طويل سارَ فريقٌ من وكالة "2ديسمبر"، صباح اليوم الأربعاء، قاصدًا أسرة الشهيد أحمد الأهدل التي تقطن بين قريتي القضبة والجريبة، في مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة، غربي اليمن.
 
كان الهدف من الذهاب إلى هناك بالدرجة الأولى، مواساة هذه الأسرة التي تعيش فاجعة أليمة، وتقديم واجب العزاء لها كحقٍ إنساني يتعدى كل المعايير للوقوف مع المنكوبين.
 
لم يكن خافيًا عند الوصول إلى المنزل حجمُ الأسى الذي يستوطن من تبقوا من أبناء الشهيد الأهدل، المزارع التهامي الذي قضى حياته مع اثنين من أبنائه بانفجار لغم من مخلفات مليشيا الحوثي الكهنوتية زرع في طريقٍ يسير فيه المُشاة والدراجات النارية بالدريهمي.
 
لقد كان الأهدل يقود دراجةً نارية وعليها يحمل اثنين من أطفاله هم 
عبده (12عاما)، ويعقوب (10أعوام) لإيصالهم إلى مركز صحي في قرية القضبة، بعد أن لاحظ تدهور حالتهم الصحية من مرض حاق بهم.
 
بدا المكان عند الوصول ساكنًا لا يسمعُ فيه إلا البكاء، تعمه الحسرة والعبرات تفيض من أعين الناس الذين خسروا عزيزا عليهم قتله الحوثيون ظلما وعدوانا، وهنالك التقينا من تبقوا من أبناء الأهدل، بعضهم صمد وتحدث، والبعض الآخر لم يستطع مقاومة حزنه فغلبه البكاء.
 
يقول الطفل الأصغر للشهيد الأهدل:" حرموحنا الحوثة من كل حاجة" ثم ما لبث أن انهار بكاءً وقف الجميع في حيرة، كيف لهم أن يعينوا قلبًا بريئا فقأه الألم والحسرة معا. أما النجل الآخر للشهيد فيضيف:" احنا هنا ما عد قدرنا على حاجة، بيتنا عمي خالص، خلاص انتهينا".
 
وفي زاوية من المكان الموحش، ثمة سيارة مدمرمة من نوع (هايلوكس)، ظننا أن لها ارتباط بحادث استشهاد الأهدل فسألنا، ليجيبنا نجله الأكبر :" العام الماضي انفجر بي لغم وانا في هذي السيارة الهايلوكس، تكسرت كلها،  كنت ماشي بالسيارة حقي، انفجر بي لغم والسيارة تطايرت كلها، وانا الحمد لله خرجت، طبيعي".
 
ويقول جد الضحايا أنهم ورغم ما يحل بهم من مصائب، خاصة الألغام التي تفتك بهم يوميا، لم يجدوا حتى إدانة من الأمم المتحدة التي تدعي حماية حقوق الإنسان، وعندما يتعلق الأمر بالإنسان اليمني الذي يذوق مرارة الوحشية الحوثية، تغض الأمم المتحدة بصرها وكأن الأمر لا يعنيها.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية