سياسة الابتزاز والمماطلة الحوثية
يعتمد الحوثيون في سياستهم الخارجية على أسلوب "الابتزاز" كاستراتيجية تضمن تحقيق أهدافهم غير المشروعة والمضي قدما في تنفيذ أجندات إقليمية عابرة من مضيق هرمز، فيما يتخذون التسويف والمماطلة تكتيكا للهروب من المساءلة الدولية.
فمن أجل إيقاف استمرار تقدم القوات المشتركة داخل مدينة الحديدة وإبقاء موانئها بين يديها ومعها ملايين المواطنين تحت رحمتها هددت المجتمع الدولي بتفجير خزان صافر ولغمت الموانئ وأحياء سكنية بأكملها مهددة بنسفها.
لم تتوقف أساليب البلطجة المليشاوية الحوثية عند هذا الحد، فاستخدمت المعتقلات وأحكام القضاء وسيلة أخرى للابتزاز مقابل تحقيق مكاسب سياسية، فها هي تساوم على السجناء المدنيين كالبهائيين، وصحفيين آخرين معتقلين في سجونها مهددة بتنفيذ أحكام إعدامهم الصادرة عن مؤسسة قضائية تمكنت من تطويعها لخدمتها.
ولتنفيذ هذه الاستراتيجية المقتبسة عن أصل فارسي لا يخطئه فكر تتكئ هذه المليشيا على التسويف والمماطلة لسحب البساط من أي توجه دولي جاد لردعها عن ارتكاب تلك الانتهاكات والجرائم التي تقترفها دون أي مساءلة من العالم المتحضر الذي يتباهى بتقديس الإنسان وحقوقه كقيمة ترتكز عليها حضارته التي يفاخر بها.
فتستبق جلسات مجلس الأمن المتعلقة بالشأن الإنساني في اليمن بإعلانات وخطابات رسمية وتصريحات ظاهرها التراجع عن عرقلة أو إظهار الالتزام بالتعاطي الإيجابي مع أي مساعٍ سياسية للخروج من هذه الحرب التي ورطتنا بها أو ادعاء تذليل الصعاب أمام أي جهود إغاثية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
وحتى اليوم، هاهي استراتيجية البلطجة ولي الذراع "متكتكاً" بالمراوغة والوعود المعسولة الزائفة تؤتي أكلها حيث تمضي هذه المليشيا الطارئة كخلية سرطانية في تهديد الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة والعالم.