من المحزن أن يجد المرء نفسه مشردا بعد سنين من العناء والتعب قضاها ليصنع سعادته، والمحزن أكثر من ذلك أن ترى منزلك الذي أنفقت عليه كل مالك وجهدك، قد صار فجأة أثراً بعد عين.
 
المواطن سليمان عبيد سالم، عاش تجربة أكثر ألما من هذه، فقبل فترة بسيطة احتفى باكتمال إنشاء منزله الذي بناه شرق مدينة التحيتا، بما كسبه من عمله منذ أن بدأ يعمل وهو في سنٍ صغيرة.
 
أتم سليمان بناء المنزل، وكان يستعد للزواج، لكن الحوثيين كعادتهم لا يروق لهم إلا قمع الأحلام وخلق المآسي، وارتكاب الفظائع، فقد صوبوا قذيفة نحو منزل سليمان ليحيلوه الى ركام.
 
وجد سليمان، الذي كان محظوظا الى قبل أيام، وجد نفسه مشردا يتمنى أن يجد ظلا يستريح فيه، وحين السؤال عمن شرده وأوصله الى هذا الحال، فليس من إجابة سوى أن المليشيا الحوثية هي السبب والمسبب.
 
ويبدو أن فرحة الزواج المنتظرة التي كان يترقبها سليمان، تحولت إلى أملٍ خائب بفعل الجريمة الحوثية التي تسببت في دمار منزل قضى عليه صاحبه سنينًا حتى أكمل تشييده.
 
وذاته الحال ينطبق على أغلب سكان محافظة الحديدة الذين فقدوا مصالحهم وأعمالهم، بفعل الحرب الهمجية التي شنتها المليشيا الحوثية ضدهم، وما تبعها من انتهاكات طالت الجميع بلا استثناء.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية