سيطرة الحوثيين على موانئ الحديدة دمر الأمن الغذائي اليمني ويهدد التجارة الدولية
قال خبراء اقتصاديون إن سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية، على موانئ الحديدة، دمر الأمن الغذائي اليمني، مؤكدين أن استعادة ميناء الحديدة من قبضة الميليشيا له أهمية استراتيجية للأمن الغذائي القومي، وتأمين الملاحة الدولية.
وأضافوا أن سلطة الميليشيا على ميناء الحديدة، الذي يمر عبره نحو 70 بالمئة من الإمدادات الغذائية إلى اليمن شكلت عائقا كبيراً أمام وصول المساعدات إلى الشعب الذي دفعته الميليشيا إلى الجوع والحاجة.
منعت الميليشيا وصول المواد الغذائية والإمدادات الطبية وصادرتها وحرمت منها المدنيين المحتاجين، كما فرضت قيودا مرهقة على عمال الإغاثة، وتدخلت في إيصال المعونات وحدّت من حركة المدنيين.
وعمدت ميليشيا الحوثي العنصرية، إلى نهب الحاويات والسيطرة على المساعدات التي تصل اليمن عبر ميناء الحديدة على مر السنوات الماضية، سواء كانت أغذية أو أدوية أو وقود، واحتكار توزيعها بما يخدم أجندتها.
كما تحتجز الميليشيا سفن التجار وسفن المشتقات النفطية في الغاطس بميناء الحديدة لأشهر، ما تسبب بتوقف نصف النشاط الزراعي، جراء أزمات المشتقات النفطية المتكررة، بهدف خدمة السوق السوداء للميليشيا.
ويقول مراقبون، إن مدينة الحديدة وموانئها، تمثل أهمية بالغة لميليشيا الحوثيين، فهي حلقة الوصل البحري مع إيران من أجل تلقي إمدادات السلاح والوقود المجانية، وهو الأمر الذي حال دون تنفيذ الميليشيا لاتفاق ستوكهولم، ما جعله اتفاقا ميتا منذ ساعاته الأولى.
على مر السنوات الخمس الماضية، حرمت ميليشيا الحوثي أبناء الحديدة من إيرادات موانئ المدينة، ومن العمل والحصول على الدخول التي يعتمدون عليها في توفير لقمة العيش، وأصبحت مرتعاً حوثيا لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى الداخل اليمني، والتلاعب بالمساعدات الإنسانية التي تصل عبره.
تتمسك الميليشيا، وكيل إيران في اليمن، بمدينة الحديدة منذ سيطرتها عليها في 2014 بقوة السلاح، كونها مدرة للأموال، وتؤكد البيانات الرسمية إن الميليشيا تحصل شهرياً من الميناء الرئيسي لليمن على 35 مليار ريال.
كما استغلت ميليشيا الحوثي ميناء الحديدة لإدخال الأسلحة الإيرانية المهربة، لقتل اليمنيين، والاعتداء على الدول المجاورة، وتنفيذ هجمات، في أهم طرق التجارة الدولية البحرية في العالم، البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وفي أكثر من تصريح من مسؤولين حوثيين أعلنت الميليشيا بوضوح تهديدات بعمليات حربية في البحر الأحمر، سبق أن تخللتها محاولات فعلية استهدفت الملاحة والتجارة، وبات ستوكهولم يمثل خدمة كاملة للميليشيا تستدعي إعادة النظر من الحكومة اليمنية، واستكمال تحرير محافظة الحديدة بما فيها عاصمتها وموانئها الثلاثة.