كثيرا ما أعلنت قيادة المقاومة الوطنية عن مشروعها الوطني والذي يتمحور حصرا في مواجهة المليشيا الحوثية الإمامية وهزيمتها واستعادة اليمن الجمهوري بالشراكة مع كل المقاتلين الأبطال في الجبهات سواء كانوا مجاميع قبلية أو قوات حكومية.
 
وقال قائد المقاومة الوطنية عضو القيادة المشتركة بالساحل الغربي العميد ركن طارق محمد عبد الله صالح مراراً إن المسار محدد وواضح وهو صوب متاريس المليشيا ومواقعها وجبهاتها والجغرافيا التي تسيطر عليها حتى تعود اليمن ومؤسساتها الجمهورية التي ولدت في 26 سبتمبر 1962م.
 
غير أن أبواق المشروع القطري لم تكتفِ بتدمير اليمن وتمكين أعداء الجمهورية من العودة إلى عاصمة الشعب خلسة من داخل خيام الثوار المزعومين، ومتى كان الثوار يسلمون ثورة شعبهم الأم لعدوها التاريخي حتى نقول عنهم ثواراً؟! هم أعداء الثورة لا تختلف معتقداتهم السياسية عن الفكر الإمامي إلا في بعض التفاصيل، لا فرق بين المرشد الأعلى والمرشد العام.
 
خلال شهر واحد فقط كانت ماكينات الزيف والتحريض التي تمولها قطر قد سوقت ثلاث حملات ممنهجة ضد المقاومة الوطنية وكان الهدف هو ضرب سمعة حراس الجمهورية ومحاولة التشويش على مكانتهم في مواجهة المشروع الإمامي الحوثي خدمة لمشروع الخلافة المزعوم.
 
الحملة الأولى تمثلت في التحريض على حراس الجمهورية بادعاء مشاركتهم في المواجهات التي دارت في أبين بين طرفين يرتبطان بالتحالف العربي، وكان التحريض يستهدف النيل من صورة المقاومة الوطنية في الشمال والجنوب في آن واحد، شمالا بأن حراس الجمهورية يدعمون الانفصال وجنوبا بأن حراس الجمهورية يخططون للسيطرة على عدن.
 
الحملة الثانية والثالثة خلال أسبوع واحد وانبرى لها سياسيون ونواب في البرلمان كانت بداية بالتحريض على النازحين في التربة بذريعة أن المقاومة الوطنية زرعت خلايا عسكرية للسيطرة على التربة والحجرية والتآمر لإسقاط مدينة تعز وذلك غطاء لأي تحرك عسكري من بعض الأطراف للسيطرة على جنوب تعز.
 
اليوم وأمس دخلت الحملة في فصلها الثالث منعطفا جديدا، أو قديما جديدا، حيث ظهر من يتحدث عن مخطط لفصل الساحل عن تعز وإسقاط مدينة تعز بأيدي مليشيا الحوثي وتسليم مأرب للحوثيين أيضا، ولم يكن هذا الطرح مهينا لتعز ومأرب فقط بل متناسيا الدور النضالي الذي قدمه أبناء المحافظتين ضد المليشيا الحوثية ولا زالوا يقدمونه حتى اليوم.
 
أن يخرج مثل هذا الطرح والتحريض من ممثل للشعب في البرلمان وبهذه اللغة المسِفَّة والمنطق الانهزامي والتحريضي في آن واحد ليس من باب الصدفة والمناكفات، بل توجه ممنهج سبقه إلى ذلك برلماني آخر قبل أشهر ذهب للتحريض على أبناء اليمن المتواجدين في الساحل الغربي بنفَس عنصري مناطقي عفن.
 
على حملة مباخر المشروع القطري أن يدركوا جيدا أن المقاومة الوطنية لم تتأسس لتنافس على مربعات أو مساحات للسيطرة والتموضع عليها وبناء مدن أو كنتونات لحكمها أو التحكم في قرارها، وأن مشروع المقاومة الوطنية أكبر من حصره في مساحة جغرافية أو التشارك مع فصيل آخر للسيطرة على نصف أو ثلث محافظة.
 
حراس الجمهورية هم جيش الشعب وينتمون لكل محافظات اليمن فأي منطق يجعل من برلماني وخبير في الحقوق والحريات كما يدعي أن يتهمهم بالتخطيط لفصل أربع مديريات والعيش فيها، هل جنود المقاومة الوطنية من خارج اليمن حتى يتحدث هذا الواعظ عن استعمارهم لمديريات وتحويلها إلى دولة لهم.
 
كل فرد في المقاومة الوطنية يقاتل من أجل أن يستعيد صنعاء عاصمة اليمن وبيت الشعب المسلوبة من قبل مليشيا الإمامة الحوثية، وأن يعود إلى بيته ومسقط رأسه حيث ولد وترعرع ودرس وعاش أيام عمره الجميل بين أهله في أي رقعة من الأرض اليمنية.
 
معيب أن يشحذ أحد المترفين في فنادق أنقرة والدوحة لسانه للنيل من أبطال يقدمون جماجمهم ويسيل دمهم الطاهر على تراب أرضهم وكل ذلك من أجل إرضاء الحالمين بتتريك الساحل اليمني أو تحويله إلى إقطاعية للإمارة القطرية المسكونة بالشر وتفكيك الدول العربية.
 
حراس الجمهورية يقاتلون من أجل أن تعود إلى كرسيك تحت قبة البرلمان في صنعاء ومعهم كل أبطال اليمن المحاربين للحوثية ومشروعها الإيراني الطائفي، وليس في حساباتهم مشاريع صغيرة كما هي حساباتك كمبادئك صغيرة وموحلة أيها الواعظ المتاجر بدماء اليمنيين.
 
عديدة هي القيادات السياسية التي سقطت على مقصلة التبعية والارتهان للعمل ضد المكونات الوطنية والفصائل العسكرية المناهضة للمليشيا الحوثية غير أن المصابين بلوثة المشروع القطري التدميري بلغوا من الوضاعة عتيَّا.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية