" لا يمكن أن نعود إلى بيوتنا إلا منتصرين"، " لولا مؤامرة ستوكهولم لكان حوارنا معكم الآن على مشارف صنعاء"، عبارات مبعثرة في ثنايا مقابلة صحفية قالها أحد أبطال المقاومة الوطنية، لكنها تسير على نسق واحد يوحي بمعنويات تناطح الجبال، وتنبئ بنصر قادم لا محالة على حثالة التاريخ وبقايا الخرافات التي تحاول الانبعاث مجددا من كهوف الكهنوت الحوثي.
 
يسطر ضباط وأفراد المقاومة الوطنية ورفاقهم في القوات المشتركة ملاحم تفترق في أن كل واحد يروي على الواقع قصة بصياغته البطولية الخاصة، بيد أن جميعها تصب في بوتقة المجد والخلود الوطني الجمهوري.
 
ما يلفت النظر أن أبطال المقاومة، إلى جوار رفاقهم في ألوية العمالقة والتهامية، لا يكتفون بصدق إنباء سيوفهم المسلولة في معارك الشرف والعزة، بل يزيدون على بطولات الميدان بنفخ روح الأمل والإيمان، بمصرع المشروع الحوثي، في إخوانهم من أبناء الشعب اليمني، ممن قعدوا عن القتال لسبب أو لآخر. 
 
خالد الموسمي، أحد أبطال المقاومة الوطنية، الذين شاركوا في حروب صعدة الست على التمردات الحوثية، وبعد انتفاضة 2 ديسمبر، كان من أوائل الملتحقين بالمقاومة الوطنية، حراس الجمهورية عند تأسيسها بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح في بئر أحمد بعدن. كما روى لمحرر صحيفة "صوت المقاومة".
 
خالد، شارك في العمليات الأولى للمقاومة بالساحل الغربي اليمني، وكتب مع رفاقه بطولات بدأت في مفرق المخا وتوقفت داخل مدينة الحديدة بسبب ما يسميها ورفاقه "مؤامرة ستوكهولم"، التي لولاها لكانت معارك اليوم على مشارف العاصمة صنعاء.
ويتذكر خالد أنه ورفاق السلاح في المقاومة الوطنية حققوا انتصارات في مفرق المخا، على ضعف العدة التي اقتصرت من حيث النوعية على مدفع واحد " بي 10"، وعلى قلة العدد الذي لم يتعدَ حينها لواء واحدا (اللواء الأول حراس جمهورية). 
 
في سِفر البطولة تنحني الصعاب وتتوارى المستحيلات أمام هامات لا تعرف اللين والراحة على طريق الكرامة الوطنية والخيار الجمهوري، فخالد جُرح إبان معارك التحرير في محافظة الحديدة ثلاث مرات، آخرها كما يحكي " بجوار سور كلية الهندسة" في مدينة الحديدة، وأدت إلى بتر إحدى ذراعيه.
 
الجاح، الفازة، مدينة الحديدة، مناطق أصيب فيها خالد بجروح، وما زالت بعض شظايا تسكن جسده، لكن بمعايير لا يعرفها إلا رواد الخنادق، فخالد ومثله رفاقه، يعتبرون تلك الإصابات أوسمة شرف، فلم تقعدهم إصاباتهم ولم تكن عذرا لهم عن الاستمرار بل محفزا جديدا، فكانوا، وكان يعود عقب علاج كل إصابة إلى جبهات القتال، وهو اليوم على خط ناري متقدم داخل مدينة الحديدة.
 
إصابات لقيت اهتماما من قيادة المقاومة الوطنية، وعلى رأسها العميد طارق صالح، فتحولت إلى وقود إضافي وقنابل معنوية فاتكة. وللبُعد الإنساني لرعاية الجرحى نترك لسان خالد يروي مباشرة عن تلك العناية فيقول " الجرحى لديهم مكانتهم لدى القائد العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح - حفظه الله ورعاه - وتوجيهاته لجهات الاختصاص صارمة، ومن خلال تجربتي أستطيع أقول إن تعامل المقاومة الوطنية مع الجرحى تعامل مسؤول يدل على مدى قيمة ومكانة منتسبيها لديها، حظينا بكل الرعاية والاهتمام وقدموا كل شيء، لم يقصروا معنا في شيء، اهتمام في المراحل أثناء العلاج، وبعد العلاج نحظى برعاية ومتابعة من قبل القائد شخصيا، يتابع  كل الجرحى،  كما تحظى أسر الشهداء بمكانة أعلى لدى القائد".
 
ويتابع " فخورون كل الفخر بقائدنا".
 
فعاليات تكريمية للجرحى أقامتها قيادة المقاومة الوطنية وقائدها، قدمت خلالها جوائز مادية وسيارات لمن أعاقتهم إصاباتهم، إلا أن خالد ورفاقه الجرحى يثمنون، قبلها، الاعتبارات الإنسانية والمعنوية لاهتمام قيادة المقاومة. 
 
بمثل هؤلاء يستطيع اليمنيون أن يتفاءلوا بزوال الكابوس الحوثي المثقل على صدورهم، وبمثلهم سيردد اليمنيون في وجه مليشيا الذنب الإيراني "صنعاء قريبة".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية