الحجرية .. والجبل الشهيد ( عدنان الحمادي )
هذا أول الكلام وآخره ، مبتداه وأيضا منتهاه ، نحن أبناء الحجرية ، نحن جيل الثورة ، وأحفاد النعمان الثائر ، قرأنا قصائد النعمان الشاعر ، وعزفنا كل أوتار أيوب الفنان ، وحاربنا خلف الحمادي، ومن هذي البلاد الكبيرة في كل مجالات الحياة كانت حجرية تعز صخرة هذه المدينة، بل واسطة العقد اليماني ، بين الشمال والجنوب،في الحد الفاصل بين المواقيت المثالية ، ترتب هذه الجهة ، وتؤثث أيضا تلك ، يمن أولى.
لن يحمد عقباه كل من تسول له نفسه أن يمس أمن وسلامة الحجرية ، لن ترضى تعز ، كل تعز بذلك ، فالحجرية التي نزعت وشاح العصبية قبل غيرها بقرون ليست مدعاة لنزوات مريدي الفتنة ، والحجرية التي لم تجد فيها إرهابياً أبدا؛ لن ترضى لأن تكن بؤرة التطرف ، حجريتنا التي عشنا فيها هي الطريق الممتد كما كل بلدان الشموخ إلى سدة الجمال والفن والثقافة والسياسة ،
نربأ أن تتحول الحجرية وكرا بسبب مؤامرات سادة الظلام والنار.
الحجرية جزء تعز النابض والمليء بالحياة والحب، ظهر تعز وصدرها الذي لم تستطع مليشيا الحوثي النيل منه ما أن أطلق الجبل الشهيد عدنان الحمادي أول طلقة مقاومة في تعز إلى جانب كل تعز ، من الجيش والقبائل ، وانتهت به المقادير مغتالا بأيادٍ آثمة ، هكذا كانت نهايته كما كل شامخ إلى الموت مضرجاً بدم قلبه ، فلكل قيصر بروتوس في الخاصرة ، وبكل مدينة خونة.
حدثت تباينات في تربة حجرية تعز ، نأمل، كيلا تتفاقم الصراعات ، وتنثني أظهر الجميع للكهف الماد ظلامه بمنافذ تعز ، أن تخضع كل قطاعات الجيش والأمن لتوجيهات المحافظ في الحفاظ على سكينة المديريات المحررة وألا تذهب بنا الأطماع - كما أرى ذهبت بكم - بعيدا عن الغاية التي من أجلها تشكل الجيش الوطني من أجل الانسان ، وحماية الانسان لا قتله وألا يستمد أحد قوته إلا من حيث يكفل له القانون ذلك، وأن تمارس كل مؤسسة -سواء كانت عسكرية أو مدنية- مهماتها في المجال المحدد لها دون أي خلط بين جهات الضبط والتنفيذ ، نأمل جداً.
بينما قذائف مليشيات الحوثي تتهاوى على رؤوس أطفالنا في مدينة تعز ، كم من الأطفال في الآونات الأخيرة ، وعلى نساء تعز ، من ينسى سجينات المركزي ، بعد أن تجمدت معارك التحرير ، وتوقفت أوردة المدينة عن وهب الدم لصون الدم تنشغل تعز في معارك ليست من ذات الواجب الذي يجب أن تقوم لأجله، بمعناه أن يقتل الإنسان نفسه ، فمعارك رفاق السلاح تهدد روح المدينة ونسيجها الجمعي الحالم ، معارك الإخوة أشد ظلامة من معارك الأعداء ، وللتأريخ في هذه حكايا وسير ، فالمعارك تلك إن حدثت تقضي على أمل استعادة الدولة والتخلص من المليشيات ، معارك تقوم بدعاوى قبيحة السبب وبلا غاية حتى ، زوبعات.
لا شيء يوازي انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة سوى التمرد على قرارات الدولة ، هذه هي تلك ، وليس من فراغ أن نتجرع كل هذه الويلات في سبيل التخلص من الكهف إلا لعدم تقديسهم القوانين ودستور البلاد ، فالدولة ممثلة بسلطاتها المحلية هي الآمر الناهي فقط ، كما في كل مدينة ، وأخُص تعز التي تتفنن بالتمرد على توجيهات محافظ المحافظة ليس في أحداث الحجرية بل بقضايا شتى تزيد الفوضى في مدينة كانت مشكلة من القوانين ، وأمست حبيسة مربعات الكره والدم.
أخُص تعز المدينة ، النار تشعل النار.
أؤكد ، بصفتي ابناً للحجرية ، أن الجمهورية التي نسعى لاستردادها من الكهنوت لا ينبغي أن نقتلها، وهاكم نرى من يحاول ليس قتلها فقط بل صلبها على خشبة الأطماع اللا يمنية ، فليحكم الجميع عقله ، عدونا الوحيد جميعا هو عدو الجمهورية ممثلا بمليشيات الحوثي، ومن يريد حرف بوصلتنا عن الوجهة الحقيقية للنضال ، من الحوبان إلى التربة ، لن ننثني عن الرأي فيه أنه يخدم المليشيات ، وهذا ما يفترض بنا أن نؤمن به لنكمل درب معركة الخلاص الوطني، لنفعل ذلك حبا بشهدائنا الأبطال ووفاء لنزف جرحانا، لعرق نضالاتهم في مختلف جبهات الوطن الواحد عموما، ومحافظتنا الواحدة خصوصا ، هذه هي نضالاتنا، لن نفرط بدم الشهداء في كل ربوع الوطن.. تحيا الجمهورية اليمنية.
* مدير عام مديرية المخا