بهدوء تعيش بلدة الفازة في التحيتا جراحها التي وضعتها مليشيا الحوثي وما زالت إلى اليوم مفتوحة لم تندمل. هي عنوان آخر من مآسي سكان الساحل الغربي، لكن معاناتها المتراكمة، لم يُعرف عنها إلا القليل.
 
وكالة "2ديسمبر" وجهت فريقًا ميدانيًا إلى الفازة، لرصد واقع الحال الذي يعيشه الأهالي، غير أن المفاجآت كانت مؤلمة، فالبلدة ذاقت الكثير بصمت -ولا تزال- من جرائم مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
 
توقف ريان وهو طفل في الخامسة من العمر يلوح بيده لفريق الوكالة، أثار الانتباه أنه يلوح بنصف كف، كان الاقتراب منه والحديث إليه كفيلا ليعرّف عن قصته وحكايته، فريان وقع ضحية لغم حوثي زرع في منزلهم على هيئة لعبة اطفال استُدرج إليها فصار ضحيتها.
 
في فخذ الطفل محمد علامات لجروح عميقة، قرر هو الآخر أن يُري الكاميرا ما حل به من فعائل الكهنوت، لقد كان ضحية لغم آخر وزع شظاياه على جسده، ودونه آخرون من الأطفال استشهدوا بألغام المليشيا.
 
لا يزال الحوثيون كلما ذاقوا هزيمة يمطرون الأحياء بالفازة بالقذائف والرصاص، هنالك حيث تضرج الأرض عادة بالدماء البريئة التي ينزفها الضحايا من المدنيين دون أن يهز ذلك ضمير الأمم المتحدة التي اعتادت الصمت تجاه جرائم المليشيا الإرهابية العنصرية.
 
يشرح أحد الصيادين وقد بدا عليه تقدمٌ في السن، كيف أن الرصاص الحوثي كان يطوق القرية في السابق، يحاصر السكان في منازلهم ولا يستطيعون الخروج تحت نيران الكهنوت، لكنهم لا يجدون من سبيل للنجاة سوى اللجوء إلى الله بالدعاء.
 
امرأة تحدثت للفريق، لم تطلب سوى فرصة هادئة لتحظى بنوم هانئ مع أطفالها، فالقذائف والرصاص الحوثية توقظ النائمين من مهاجعهم بشكل مستمر، كلما أرادوا الخلود إلى النوم، وذاك دأب المليشيا في الجريمة، وعقاب الأبرياء.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية