القلعة الأخيرة
نعم، على أمجد ما يمكن تخيله، وبالشكل الملحمي المتصل بالبيضاء، إلى البيضاء، إلى الساحل الغربي، تتزامن الكرامة بوتيرة واحدة وتنطلق رصاصات الجمهورية بهدف العودة إلى مربع الجمهورية، وتتوارد الأخبار المفرحة بوحدة الغاية وفق تكتيك أن الكثرة وإن تعارضوا يسعون للخلاص من شرذمة الكهوف.
ليست معركة أحد بمفرده، بل معركة اليمن، يتطاير فيها شرر السلال والزبيري، من تفاصيل النعمان، على هدى الملايين الجبارة، في اليمن كاملة، باسم جهاد الأصبحي، على طارئ العبودية التي تنافي الشرائع والمواطن كما أقرها كهف السلالة بالخمس كانت هذه التوليفة وخاطر كل مقاتل في كل جبهة من كل حزب أن ينتصر من أجل الوطن، لا من أجل الشخوص، فلا ثمن للكرامة إلا الشهداء، لا ثمن للعبودية إلا الموت.
في ميقات مختلف، دون أي شك، تزامنت معركة الانتصار لجهاد والنيل من الكهنوتي الذي سلب كل شيء، باسم الوطن، والجمهورية، من أجل النظام الجمهوري ومن أجل القبيلة، باسم الأعماق الضاربة في التأريخ ودون أن تتشكل إمامية جديدة تنتمي للأزمنة الدموية يهب الرجال أرواحهم، بزي الجيش، بزي شعبي، فهنا تمتزج أصالة الحرب مع معاصرة المعارك، فلن يكون الكهف أقوى من اليمنيين لو توحدت مشاربهم على طريق واحد يؤدي فقط إلى صنعاء.
البيضاء، بيضة اليمن، سرو مذحج، دون البيضاء فلتتدافع الرقاب من أجل صون قلعة القبائل الأخيرة، سقطت حاشد، وبكيل، وبقيت مذحج، إن هزمت فلقد هزمت القبائل مرة أخرى وإن فازت فالفوز للوطن من شرعب إلى يافع إلى مراد إلى حاشد، فهناك قاعدة متصلة منذ ألف سنة، تتمثل بعبودية القبائل في حكم السادة ولقد تحررنا قبل ستين سنة في سبتمبر ولا يجب العودة إلى قيد الإمام وطغيانه.
من كل حدب وقبيلة يجب أن تنكف اليمن، بكل لكنة، كيلا تنهزم، فالوطن في كف معركة، إما وكانت اليمن أو لتكن إيران، ولكم الخيار في ذلك فلم يبق للقبيلي من مرد إلا النصر أو الموت، القبيلي الذي لو ساد الحوثي لأمسى في عتبة الذلة والمهانة يدفع الخمس من كرامته حتى، بل أكثر من الخمس، وأشد، وإلى البيضاء فلتشد الرحال.