اتفق مشاركون يمنيون وأجانب في ندوة حقوقية على عنصرية لائحة الخمس التي أصدرتها مليشيا الحوثي مؤخرا، وانتهاكها للأعراف والقوانين والمواثيق الدولية المحرمة للتمييز العنصري، متطرقين للخلفية الإيديولوجية والسياسية للفكر التمييزي الحوثي.
 
في الندوة الإلكترونية المقامة الأحد، تحدثت الأمريكية إيرينا تسوكرمان، محامية في مجال حقوق الإنسان والأمن القومي عن أبعاد العلاقة الإيرانية الحوثية منذ نشأة الأخيرة، مرجعة تشريع الخمس إلى نقص التمويل للحوثيين عقب إعلان منظمات تقليص المساعدات الإنسانية لمناطق المليشيا الحوثية وتفاقم العقوبات على إيران وذيولها في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
 
وقالت المحامية الأمريكية إن إيران الخميني مسكونة بحلم إعادة النفوذ الفارسي القديم، تحت شعارات تصدير الثورة ونصرة المستضعفين، معربة منذ وقت مبكر عن استعدادها دعم المليشيا الحوثية وإيصالها إلى السلطة باليمن فيما لو تبنت توجهات الثورة الخمينية، مشيرة إلى أن سلطة ولاية الفقيه أخذت بإحياء مقولة أقرباء النبي أو بني هاشم لتقويض شرعية الحكومات العربية بشرعية دينية، وهي وفق هذه الأجندة لا تمانع بالتعاون مع تيارات سنية وشيعية تسعى للنيل من شرعية السلطات الرسمية.
 
وخلال الندوة المعنونة ب"الخمس... الوجه الجديد للعنصرية الهاشمية" والمدارة من قبل وسام باسندوة رئيس تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن، أكدت تسوكرمان أن إيران لجأت في تحقيق أهدافها الإمبراطورية، التي تدخل ضمنها السيطرة على مكة والمدينة، إلى خلق ومساندة أدوات أقرب إليها من الوسط الشيعي مثل مليشيا حزب الله، والمليشيات الشيعية في العراق وسوريا ونيجيريا واليمن، ملفتة إلى ادعاء القيادات الإيرانية انحدارها من بني هاشم وهو ما تتخذه المليشيات التابعة لها في المنطقة من مزاعم لإيجاد شرعنة دينية لمزاعمها ضد شرعية الحكومات القائمة، حتى "داعش" في هذا الجانب تدعي قياداتها الانحدار الهاشمي، ودعت تسوكرمان ساخرة إلى تقاسم الخمس مع داعش.
 
واشتملت الندوة التي نظمها الائتلاف الوطني للنساء المستقلات على ورقة قدمها رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام عادل الأحمدي من العاصمة المؤقتة عدن تحدث فيها عن المرجعية التاريخية لتقنين العنصرية وإلغاء المواطنة المتساوية، واستخدام الحوثي العنف والترهيب، واستنساخه للتجربة الإيرانية.
 
وطرحت الكاتبة والناشطة الحقوقية أروى الخطابي من برلين ورقة عن المرجعية التاريخية لتوجهات مليشيا الحوثي الاقتصادية وقانون الخمس باعتباره الحلقة الأخيرة من مشروع امتد لأكثر من 1300 عام في سرقة اليمنيين منذ عهد يحيى بن الحسين الرسي.
 
ومن العاصمة المصرية القاهرة، وضحى مرشد المسؤولة الإعلامية لمؤسسة تمكين المرأة اليمنية تطرقت في ورقتها إلى أساليب الجباية والانتهاكات أثناء الجباية، وتحدثت عن تكريس قانون الخمس لمفهوم ثيوقراطي سلالي للعبودية ومناقضته للاتفاقية الدولية لمكافحة جميع أشكال التمييز العنصري والتي صادقت عليها اليمن.
 
وقدم بين مينيك، صحفي ومتخصص في شؤون الشرق الأوسط ومحلل استراتيجي وعسكري، ورقة عن الدور الإيراني في تسليح الجماعات الإرهابية والمتطرفة خاصة ذراعها في اليمن، مليشيا الحوثي، وعن تغافل الغرب عن خطر إيران على المنطقة وعلى العالم.
 
وفي نهاية الندوة دعت وسام باسندوة إلى اتخاذ العالم موقف من الحوثيين ومرجعيتهم العرقية مشابه تماما لتحريم وتجريم النازية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية