أينما وليت وجهك في تهامة، تلقى جريمةً حوثية، تلك هي الصورة المغشيةٌ التي تركتها مليشيا الحوثي على أجسادٍ بريئة تشهد عن فضاعة الحوثيين وجرائمهم.
 
قوافل من البشر تحطُ رحالها في النزوح يوميًا بما تحمله من قصص المآسي في مخيمات النزوح، كان من بينهم الطفلُ عبده أحمد المتيني، الذي صادفته وكالة "2ديسمبر" نازلًا في وادي الحيمة جنوب غرب التحيتا،  حيث جاء إلى هذا المُنعزل ضمن عشرات النازحين فروا ذات يومٍ من ديارهم في المتينة عقب جريمةٍ للحوثيين قتلت وأصابت العشرات.
 
لقد جاء عبده إلى المخيم وحيدا، محمولاً لا قدرة له على المشي، بعد أن قتلت أمه وقتل أبوه، وقتلت شقيقته، وقتل مستقبله، وقتلت ذكرياته، من قبل مليشيا الحوثي، إضافة إلى أربعة أشخاص آخرين من بني العمومة والنسب استشهدوا أيضاً، في قصف شنته المليشيا على بلدة المتينة في سبتمبر 2019.
 
الشابة نادية وهي خالة عبده، سخرت نفسها للتنقل به في الرمال بين خيمة وأخرى، حيث لم يبق له إلا هي من تواسيه، وتساعده على مواجهة الوضع الذي آل إليه، منذ استشهاد والديه وأشقائه.
 
نادية هي الأخرى لم تكن خارج قائمة الضحايا يوم قصفِ المتينة، نجت بأعجوبة من الجريمة، سكنت الشظايا في جسدها وهي حامل بجنينها، فكتبت الأقدار لها عمراً جديداً، لكن في بلاد النزوح.
 
ولا تزال الجروح مرسومة على جسد الطفل عبده الذي أصيب في الهجوم، حيث لا يقوى على الحركة، ويسير بكرسي متحرك تدفعه خالته نادية في الرمال، وعندما تعجز تحمل الصغير في حضنها لتوصله إلى الداخل.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية