تراجع القوة الشرائية للأسر اليمنية فاقم سوء التغذية وجعل الأمراض أكثر فتكاً
انخفض إنفاق اليمنيين على شراء الغذاء، واحتياجاتهم المنزلية، بشكل حاد، إذ ألحقت الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي وممارساتها العدائية أضراراً واسعة على مداخيل السكان والاقتصاد.
وأوقفت الميليشيا رواتب موظفي الدولة منذ سنوات، والخدمات الاجتماعية الأساسية، ما تسبب بتدمير العديد من آليات المواجهة الأسرية للتعامل مع الصدمة الاقتصادية، وكان التقشف الخيار الوحيد لغالبية السكان.
وبحسب تقارير برنامج الأغذية العالمي، أكثر من 40٪ من الأسر فقدت مصدر دخلها الأساسي وتجد صعوبة متزايدة في شراء الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية، وأن أكثر من ثلث الأسر في اليمن لديها عدم كفاية استهلاك الغذاء، ما فاقم سوء التغذية وجعل الأمراض المعدية أكثر فتكاً.
ويؤكد اقتصاديون لـ "وكالة 2 ديسمبر" أن قدرة كسب الأسر المعيشية خُنقت، واستنزفت العائلات مدخراتها لتعويض الدخل المفقود، ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بعيداً عن متناول الكثيرين، لم تتمكن غالبية الأسر اليمنية من شراء الأغذية ما فاقم من سوء التغذية في الأطفال.
أدت الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي على اليمن واليمنيين ودخلت عامها السادس، إلى تعطيل سبل العيش بشكل كبير وخفض الدخل، ولا تزال أسعار المواد الغذائية مرتفعة والوصول إلى الغذاء غير كافٍ للعديد من الأسر.
ويعد تآكل القوة الشرائية في اليمن أكبر مساهم في الجوع الشديد الذي يواجه العديد من اليمنيين، مع توقف الرواتب وتعطل أسواق العمل، وباتت العديد من الأسر لا تستطيع تحمل احتياجاتها الأساسية.
منذ عام 2015، كان سوء التغذية أحد الأسباب الرئيسية للوفيات، حيث يجعل الأمراض المعدية أكثر فتكاً من خلال تعريض الجهاز المناعي وزيادة القابلية للإصابة، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية.