مع تعاقب السنين تعود كل عام في الثالث من شهر يونيو ذكرى أكبر عملية إرهابية شهدتها اليمن والتي نفذت في عام 2011م حيث تم استهداف قيادات الدولة وهم يؤدون صلاة الجمعة وكان مسجد دار الرئاسة في السبعين مسرحا للعملية التي تجاوزت في وحشيتها كل الخطوط الحمراء. 
 
 تزامنت العملية الإرهابية مع حملة تحريض واسعة وتخوين وفتاوى دينية جعلت من كبار رجالات الدولة وقيادات وعناصر الجيش والأمن هدفا مشروعا لكل من انساق خلف مؤامرات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وحلفائه الدوليين صناع موجة الفوضى والخراب التي كانت اليمن كدولة إحدى ضحايا منتجهم الإرهابي والتدميري في آن واحد. 
 
إغتيال رئيس الجمهورية وتصفية كل قيادات مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية في عملية إرهابية بهذا الحجم والمستوى والتخطيط كان الهدف منه تنفيذ الشق الآخر من الانقلاب على الشرعية الدستورية وخيار الشعب الديمقراطي حيث تمثل الشق الأول بالخروج عن مشروعية الدستور والقانون إلى الشارع وإعلان التمرد تحت شعار ثوري زائف أوصل اليمن واليمنيين إلى هاوية سحيقة. 
 
لم يكن تفجير مسجد دار الرئاسة الذي استهدف الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح صناعة فصيل عسكري أو سياسي يحاول الانقلاب على السلطة والوصول إلى الحكم بتصفية أو إزاحة الرجل الأول في السلطة كما هو حال الانقلابات التقليدية بل كانت عملية إرهابية تستهدف القضاء على كل منظومة القيادة العليا للدولة وبمجرد إعلان تصفية القيادات تبدأ خطوات الانقلاب الشامل من داخل كل حي وشارع في العاصمة صنعاء. 
 
هذه العملية الإرهابية التي استهدفت الشهيد الزعيم ورفاقه أبرز قيادات الدولة كشفت عن الوجه الأصيل للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وارتباطاته بالأذرع المخابراتية والإرهابية العابرة للحدود كما أزاحت الستار عن الكثير من القيادات العسكرية والأمنية اليمنية المرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومدى ولائها الشديد للمرشد العام على حساب انتمائها الوطني. 
 
تفجير دار الرئاسة ومهاجمة المعسكرات والعمليات الانتحارية التي طالت جنود الجيش والأمن وتزامنها مع عمليات تخريب للكهرباء وضرب للمصالح الوطنية في الداخل وتسويق صورة فوضوية قاتمة عن اليمن أمام العالم، كل ذلك الخراب والتخريب الذي استهدف ضرب كل مقومات الدولة والأمن والنظام والقانون خرج من جعبة التنظيم الدولي وتحالفاته محليا وإقليميا ودوليا . 
 
وتلاحقت الأفكار والمشاريع التآمرية للإخوان وملالي طهران لتتوج عقودا سابقة من التحالف المنهجي ضد القومية العربية وفكرة الدولة الوطنية ، ويشكل العام 2011 م مسرحا زمنيا لتنفيذ مشروع هذا التحالف حيث قدمت عناصر المليشيات من كهوف وجبال صعده لتلتقي نخبة الإخوان القادمين من المكاتب والمناصب الباذخة .
 
في ظرف عين تحول الحوثيون عملاء طهران إلى ثوار في نظر قيادات الإخوان ، وليس غائبا عن الجميع حديث احدى قيادات الإخوان التي اعتبرت سقوط صعده بأيدي الحوثيين فتح مبين للثوار الذين لم تسلم منهم لاحقا بيوت هذا القيادي حين دنسوا صنعاء بيت اليمنيين برجس مشروعهم الطائفي العنصري .
 
المرشد العام والمرشد الأعلى يشكلان وحدة الهدف والهيكل والفكر المشترك والذي يتقاسم أيضا الفضاء المذهبي ، أحدهما يحتكر المساحة في المذهب الشيعي والأخر في المذهب السني وبنفس إرهابي يتجاوز كل الخطوط الحمراء يعمل الطرفان على تثبيت واقع يخدم توجهاتهما والتي تتمثل في هذه الأيام برؤية قطرية تركية إيرانية تسعى لتقاسم اليمن بين اتباع المرشدين.
 
اليوم وبعد مضي 9 أعوام على تنفيذ هذه العملية الإرهابية الوحشية يمكن القول إن تفجير دار الرئاسة كان الطعنة الأولى التي تلقاها جسد اليمن الذي كان الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح يمثله آنذاك حيث توالت الطعنات التي وجهها أعوان وأتباع المرشد العام للإخوان المسلمين إلى اليمنيين وحين أثخنت الجراح جسد اليمن، يأتي أعوان وأقزام المرشد الأعلى ليجهزوا على ماتبقى من حياة فيه ويحولوه إلى حضيرة إيرانية خالصة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية