تأمل الدول المتضررة بفيروس كورونا، أن يأتي فصل الصيف بالأخبار السعيدة، ويقضي على الجائحة التي شلت حركة العالم، خاصة مع تصريحات لمسؤول رفيع في الإدارة الأميركية بهذا الخصوص، ولكن ما حقيقة تأثير الصيف على كورونا؟
 
 
وتوصل باحثون أميركيون إلى أن فيروس كورونا المستجد، الذي يثير حالة من الذعر على مستوى العالم، يضعف بسرعة كبيرة عندما يتعرض لضوء الشمس والحرارة والرطوبة، في علامة محتملة على أن الوباء قد ينكسر في أشهر الصيف.
 
وقال القائم بأعمال مديرية العلوم والتكنولوجيا بوزارة الأمن الداخلي الأميركية وليام براين، إن باحثين تابعين للحكومة توصلوا إلى أن الفيروس يعيش بشكل أفضل في الأماكن المغلقة والأجواء الجافة، ويضعف مع ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة خاصة عندما يتعرض لأشعة الشمس.
 
في الأنفاق.. وفي الأجواء المفتوحة
 
وبالنسبة لرئيس نقابة الأطباء الأجانب في إيطاليا، فؤاد عودة، فأن ملاحظاته من مستشفيات إيطاليا تؤيد هذا الطرح.
 
وقال عودة لموقع سكاي نيوز عربية: "أعراض الفيروس تختلف من دولة لأخرى، ولكننا لاحظنا انتشارا أكبر في المستشفيات والأقسام التي تقع تحت الأرض، ولا تشهد تغييرا دوريا بالهواء، ولا تدخل لها أشعة الشمس".
 
وأضاف: "كما أن الفيروس انتشر بشكل واضح في المدن التي تستخدم قطارات تحت الأرض، مثل باريس وميلانو".
 
سيقلل من انتشاره
 
ومن ناحيته، قال غسان عزيز، مدير برنامج الرقابة الصحية ومركز تطوير الطب الإنساني، في وحدة الشرق الأوسط لمنظمة أطباء بلا حدود، إن الصيف قد لا يضعف الفيروس، لكنه سيقلل من انتشاره.
 
وقال عزيز لموقع سكاي نيوز عربية: "يوجد اختلاف كبير بين محاولة دراسة تاثير أي عامل من العوامل الجوية المختلفة (درجة الحرارة، نسبة الرطوبة، سرعة الرياح، و نسبة التلوث الجوي على قدرة فيروس الكورونا المستجد على التواجد على الأسطح ومن ثم قدرته على الانتقال و نقل العدوى؛ و بين تاثير هذه العوامل على طبيعة تركيب الفيروس الجينية و بالتالي اضعافه أو زيادة قوته".
 
وأضاف: "العوامل أعلاه لن تغير من قوة الفيروس أو شدة الأعراض المرضية للمرضى المصابين؛ و لكنها قد تغير من سرعة انتشاره".
 
وأشار عزيز إلى أنه في أغلب الأمراض التنفسية، درجات الحرارة المنخفضة تساهم بزيادة انتشار المرض لسببين أساسيين، الأول هو أن درجات الحرارة المنخفضة في الشتاء مثلا، ستسمح للفيروس بالبقاء على الأسطح لمدد أطول ( و هذا يحدث صيفا أيضا في الأماكن المكيفة)، و الثاني يعود للعادات الاجتماعية شتاءا حيث تقل المباعدة الاجتماعية و يتواجد الإفراد بصورة اقرب إلى بعضهم في الأماكن الأكثر دفئا و الأقل تهوية.
 
كما أشار عودة إلى أهمية أشعة الشمس في تقليل انتشار الفيروس، قائلا: " فصل الصيف يعني أن الملابس معرضة لأشعة الشمس، والأشخاص معرضون لأشعة الشمس، مما يكسبهم فيتامين د، الذي يقوي المناعة، كما أن الشمس تساهم في قتل الفيروس".
 
ويأمل عودة بأن تحمل الحرارة المرتفعة في الوطن العربي أخبارا مفرحة، تتمثل بالمساهمة في القضاء على الفيروس.
 
على خطى السارس
 
أما الدكتور عزيز، فقال: "نأمل أن يكون وضع فيروس كورونا المستجد مشابها لأنواع فيروس كورونا السابقة (السارس وفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) و غيره من فيروسات الأمراض التنفسية في علاقته بدرجات الحرارة و نسب الرطوبة".
 
وأضاف: "يتوقع أن يؤدي ارتفاع الحرارة في فصل الصيف إلى انخفاض في عدد الإصابات الجديدة ومن غير المتوقع أن يصاحبه انخفاض في شدة الأعراض على المرضى المصابين، مع التحذير من أن الاعتماد على هذه الافتراضات وحدها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في حال التقليل من وسائل الوقاية، كالتنظيف المستمر والمباعدة الشخصية خصوصا في الأماكن العامة المبردة صيفا".
 
يذكر أن القائم بأعمال مديرية العلوم والتكنولوجيا بوزارة الأمن الداخلي الأميركية قد قال: "على الأسطح غير المسامية كالصلب، يفقد فيروس كورونا نصف قوته بعد 18 ساعة في أجواء مظلمة منخفضة الرطوبة، حسبما قال براين، أما في الأجواء ذات الرطوبة العالية فقد انخفضت تلك الفترة إلى 6 ساعات".
 
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فأشار في إفادة صحفية: "ذكرت يوما أن الأمر قد ينتهي مع الحرارة والضوء، ولم يرق هذا التصريح للناس كثيرا. آمل أن يستمتع الناس بالشمس، وإذا كان لها تأثير فهذا أمر عظيم".
 
ويبقى العلماء والباحثين بانتظار فصل الصيف، الذي قد يكون السلاح الأخير لمحاربة تفشي كورونا، بينما يقول الدكتور عودة بصوت متفائل: "بحلول مايو.. الجيش الأبيض سينتصر في المعركة على كورونا".
 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية