تبدأ خيارات النضال والتحرر كقرارات لقادة استثنائيين وتتبلور إلى مشاريع عملية على الأرض بوجود عوامل كثيرة أبرزها الإيمان بالقضية والثقة بالقائد ورجاله، وقد شهد العصر الحديث نماذج عديدة من مشاريع الكفاح والتحرر التي بدأت بطلقة رصاصة لتنتهي بملاحم كفاح وتضحيات وصولا إلى الانتصار الكبير .
 
المقاومة الوطنية كقوة عسكرية ومشروع وطني وقيادة استثنائية بدأت بإعلان ثوري أطلقه الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح في مطلع ديسمبر من عام 2017 م من قلب العاصمة صنعاء ليفجر مع ثلة من الضباط الوطنيين الأبطال والجنود الشجعان انتفاضة 2ديسمبر التي تحولت اليوم إلى قوة عسكرية ضاربة تواجه المشروع الإمامي على مسرح عمليات يمتد بين محافظتين على طول الساحل الغربي لليمن .
 
استشهد قائد الانتفاضة الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح ورفيقه الأمين عارف الزوكا في ملحمة كفاح ووفاء ستخلد في أنصع فصول الشهامة والشجاعة على صفحات التاريخ ليواصل رفاقهما من الضباط الأبطال مشروعهم الوطني النضالي من بقعة أخرى من بقاع اليمن الحبيب في الساحل الغربي حيث استأنفوا معركتهم في ظروف وإمكانات مختلفة لكن المشروع والقضية والهدف لم تختلف .. استعادة اليمن من أيدي عصابة الكهنوت الحوثية المدعومة من طهران.
 
استقبل القائد ورفاقه دماء جديدة ورفاقا قدامى وجميعهم مؤمن بجمهورية الشعب معاهدين الله على أن يكونوا حرسا أوفياء لها، وبدأت من عدن مرحلة النضال الوطني مجددا برسم ملامح المعركة ومسرحها وخيارات المواجهة وخطوط الانطلاقة الجديدة، فكان للرجال وقائدهم صولة سمعت المليشيات الحوثية بها إلى كل مكان حتى من يختبئون في الكهوف.
 
بعد 120 يوما من استشهاد الزعيم علي عبد الله صالح كانت طلائع قوات المقاومة الوطنية تنازل جحافل المليشيات الحوثية وتكتب بداية النهاية لمشروعها الإمامي الكهنوتي، وفي الميدان كان للأبطال رسالة إلى كل يمني على طول وعرض الخارطة اليمنية مفادها نحن حراس جمهوريتكم وها نحن نعود مجددا لمواصلة الكفاح والجهاد وبكم ومنكم نستمد قوتنا وعزيمة الصمود ولكم نهدي كل الانتصارات .
 
وخلال فترة زمنية قليلة كانت حصيلة المقاومة الوطنية من الانتصارات والنجاحات قياسية ومفاجئة حتى لرفاق النضال المتواجدين على مسرح الكفاح الوطني، ويعود ذلك إلى حنكة القيادة وانضباط الأفراد وتواجد خبرات عسكرية وطنية مؤهلة أسهمت بفاعلية في حرق المسافات واستغلال الفرص الميتة وتوظيف معارفها في تحقيق أفضل وأكبر النتائج.
 
وبالتوازي مع النجاحات الميدانية والوصول إلى داخل مدينة الحديدة في معركة تحرير الحديدة التي شاركت فيها المقاومة الوطنية والمقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية وقوات التحالف العربي عملت المقاومة الوطنية على إعادة تطبيع الحياة في مدينة المخا ومديريات الساحل الغربي، وقدمت وبدعم سخي من الأشقاء في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية مشاريع كثيرة إسعافية وتنموية وإنسانية، وأنجزت مبادرات ومشاريع لاستعادة عمل القطاعات المنتجة في الزراعة وقطاع الصيد والقطاعات ذات الأثر المباشر على حياة أبناء المناطق الساحلية في تعز والحديدة . 
 
وبعد النجاحات المحققة ميدانيا فرضت المقاومة الوطنية حضورها كمكون فاعل ومحوري في الساحة اليمنية وطرف أساسي في مداولات البحث عن السلام وأصبحت قيادة المقاومة الوطنية مقصدا لكل التحركات الدولية التي تنشد إنجاز صيغة تسوية في اليمن كطرف ذي تأثير سواء كانت هذه التحركات من قبل الأمم المتحدة أو من قبل الدول ذات العلاقة بالملف اليمني.
 
قيادة المقاومة الوطنية بالتنسيق مع قيادة ألوية العمالقة وألوية تهامة أدارت باقتدار ونجاح كبير معركة أخرى لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية، وتمثلت هذه المعركة في اتفاق السويد ومحاولة مليشيات الحوثي استخدام الاتفاق للنجاة من مأزق الضغط العسكري للقوات المشاركة في معركة تحرير الحديدة، واستثمار المدد الزمنية لوقف إطلاق النار لتحقيق اختراقات في الميدان كما هو عهد المليشيات في كل هدنة أو اتفاق.
 
ورغم أن طهران بكل ثقلها هي من تقف خلف مليشيات الحوثي ومن تنسق وتدير معاركها المختلفة، فقد أثبتت قيادة المقاومة الوطنية أنها قادرة على إدارة المعركة مع مليشيات الحوثي بمستويات عالية من النجاح عسكريا وسياسيا وإعلاميا وأخلاقيا الأمر الذي يعزز رهان اليمنيين على المقاومة الوطنية وقيادتها في معركتهم المصيرية ضد مليشيات الحوثي الإمامية .
 
وفي ذكرى انطلاقتها الثانية لن تنسى المقاومة الوطنية وقيادتها أن تقدم جزيل الشكر للمجلس الانتقالي الجنوبي على دوره المساند ومواقفه التي كان ولازال لها الأثر الإيجابي على مراحل بناء المقاومة الوطنية منذ بدايات التأسيس في عدن؛ كما هو الامتنان والشكر لأبناء المخا وكل المناطق الساحلية الذين شكلوا الحاضنة الاجتماعية للمقاومة الوطنية منذ تدشين عملياتها القتالية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية