في تعليق له على حديث ناطق التحالف العربي تركي المالكي نفى القيادي الحوثي المدعو محمد عبد السلام في تغريدة له أن تكون هناك هدنة أو وقف لإطلاق النار  في اعتراف صريح بعدم التزام المليشيا الحوثية بدعوات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوقف إطلاق النار من أجل تنسيق جهود مواجهة فيروس كورونا.
 
وبالتزامن غرد المدعو محمد علي الحوثي ملمحا إلى اشتراطات طرحتها المليشيا على التحالف العربي للقبول بصيغة مفاوضات سلام ووقف لإطلاق النار ومن هذه الاشتراطات حديثه عن احترام سيادة اليمن ووحدته وهو هنا أيضا يؤكد ما ذهب إليه محمد عبد السلام بأن المليشيا الحوثية لم تتعاط مطلقا مع التزام التحالف وحلفائه بوقف إطلاق النار.
 
المليشيا الحوثية وفي كل اتفاق هدنة أو وقف لإطلاق النار تقفز إلى مربع مطاطي لتتملص من تنفيذ ما اتفقت عليه مع الأطراف الباقية المحلية والدولية وهذا هو تكتيك المليشيا منذ أول وساطة بينها وبين الدولة أيام حروب التمرد في مديريات صعدة.
 
حين دعا المجتمع الدولي بقيادة الأمم المتحدة إلى وقف لإطلاق النار وتجميد المواجهات في اليمن كان التحالف العربي أول من أستجاب للدعوة كونها تحمل بعدا إنسانيا لمواجهة فيروس كورونا وصدرت بعد ذلك مواقف القوات المشتركة والشرعية والتي أكدت على الالتزام بدعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
 
في المقابل رفضت المليشيا الحوثية هذه الدعوة وإن أعلنت موقفا مرحبا لأن عملياتها العسكرية لم تتوقف ولو ليوم واحد وتواصلت تعزيزاتها واستحداثات المواقع والهجمات والقصف لتؤكد هذه المليشيا الإرهابية أنها متمردة ليس على القوى المحلية بل على المجتمع الدولي كذلك الأمر الذي يتطلب موقفا دوليا من هذه المليشيا وجرائمها بحق اليمنيين.
 
المليشيا الحوثية قفزت إلى مربع المزايدات لتتحدث عن الحل الشامل والذي ينص حسب رؤيتها على إيقاف التحالف عملياته العسكرية والاعتراف بها كسلطة أمر واقع وهذا يعني قبول المجتمع الدولي بسلطة الانقلاب حاكما لليمن وذلك منطق غريب وغبي في ذات الوقت، فبعد خمس سنوات من التضحيات والكفاح الوطني ضد المليشيا ومشروعها الإمامي تطلب المليشيا من اليمنيين مبايعة عبد الملك الحوثي حاكما ومرشدا وصاحب القرار الأول في البلاد.
 
لا تتعاطى المليشيا بمنطق السياسة إلا حين تكون بحاجة لتجاوز مأزق فرض عليها وتسعى للخروج من هذا المأزق، كونها عبارة عن مشروع موت وقتل ودمار ولديها كامل الاستعداد لفعل أي شيء لاستمرار دوران عجلة مشروعها العنصري الإمامي حتى الوصول إلى غايتها الكبرى بتسيد اليمن وحكمها بالقوة حتى وإن كانت هذه الغاية مقرونة بتدمير كل اليمن وهلاك الشعب.
 
تحول المليشيا كل اتفاقات وقف إطلاق النار والهدنات المعلنة إلى محطات لإعادة ترتيب صفوف قواتها العسكرية وتعزيز الثغرات ونقل هذه التعزيزات بين الجبهات دون أي ضغط أو ملاحقة من قبل طيران التحالف العربي.
 
 
وفي الوقت الذي شهد العالم تحالفا واسعا لمواجهة فيروس كورونا وتنسيق عملية الحرب عليه وذابت كل صراعات الكبار والأقطاب بقيت مليشيا الحوثي في الطرف المقابل رافضة التقيد بالدعوات الدولية والأممية وضد الموقف الموحد للعالم وهو موقف يؤكد أن هذه المليشيا ليست سوى تنظيم إرهابي عنصري لا مجال للحديث معها بمنطق السياسة وأدواتها وإنما تخليص المنطقة والعالم من هذا الوباء الحوثي والتوحد ضد هذه المليشيا كما تم التوحد ضد كورونا كون المليشيا حليفا يمنيا للفيروس في مواجهة المجتمع الدولي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية