وإن خمدت الجمهورية، فجذوتها تشتعل بدماء الأحرار ، بل بكفاحهم في جبهات الاسترداد الكبير ، استرداد كل شبر جمهوري طغت عليه السلالة، وفي ذروة نشوة الحوثي بالتهام المدن وفي سكرة أحلامه بدخول مأرب تلطمه القوات الجمهورية على حدود محافظة صنعاء وتحرر غالبية هيلان ، تستنقذ نقطة مهمة من مخالب الكهنوت. 
 
الواجب فهمه أن انتكاسة تحدث في سياق ما لا يجب أن يكون نهاية نضال الإخوة -وإن اختلفوا- بل مرحلة جديدة من مراحل الصف ، صف بنادق المعركة والجنود الباذلين أرواحهم على تخوم العاصمة؛ صنعاء التي تنعي مصيرها التعس منذ سنوات ، صنعاء ومن مثل صنعاء سفينة الله ، مدينة التأريخ التي صنعت من حنكة اليمانية بداية كل مجد.
 
ومن البديهي  لنا كشعب ، إنهاء مرحلة الكهنوت ، فالعالم بينما يتقارب ببعضه حيث صارت روح الشعوب واحدة وذابت الأسوار التي أهلكت الكرة لقرون؛ ظهرت في هذه البلاد جماعة أقامت العوائق بين الإنسان ونفسه ، بين الأخ وأخيه ، بين المرء وبيته ، فأنت ، وكل أحد ، يمكنه السفر إلى أية دولة في العالم دون السؤال عن جنسك وديانتك ولكنتك ولكنك تفشل بدخول صنعاء ، لهذا لا مناص من القضاء على المليشيات وإزالة العوائق التي تفصل بين المرء وذاته. 
 
سقط معظم الجوف بيدهم ، فنظهر نحن الجمهوريين من هيلان ، بالانتصار الحقيقي يزف بأرواح الرجال المؤمنة بالقضية ، فالإيمان إن ذهب لا يعود لكن الأرض تعود من حيث لا يعلم العدو أو الصديق ، فنحن في رقعة النضال بكل مراحل الحرب إن حدث ما يندى له الجبين سنظل نقاتل المليشيات ولو على مسافة شبر من قدسية اليمن الكبير الجمهوري.
 
اليمن الذي يجمع ولا يفرق ، يلم ولا يشتت ، يؤمن ولا يجحد ، يضيء ولا يعتم ، يتعلم ولا يجهل ، يكون لحمة واحدة لا ألف لحمة ، نسيجه واحد ، وجيشه واحد ، ورايته واحدة ، فالنصر لا محالة يبزغ من عمق الخسارة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية