ذهب زعيم عصابة الكهنوت الحوثية عبد الملك الحوثي بعيدا وهو يحاول عصر الأمس تصوير حربه التدميرية ضد الشعب اليمني وكأنها تماثل غزوات الفتح التي قادها الرسول وصحابته من بعده.
 
وبخطاب تجاوز منطق العقل ولغة العقلاء جعل زعيم المليشيا من شقيقه الصريع حسين الحوثي رسولا من عند الله كلفه بمهمة تشكيل وعي جديد يستهدف ليس فقط اليمن بل الأمة كلها كما ورد في هذيان الصبي الغبي في حديثه وتصرفاته.
 
ووردت على لسانه صريحة حين قال إن خيار "القائد" ويقصد به شقيقه الصريع حسين تميز بالمسؤولية، ولم ينطلق من هوى أو فراغ، ولم يكن الدافع إليه توجيهات من أحد، بل توجيهات من الله سبحانه وتعالى.
 
يحاول زعيم المليشيا المنافق الحوثي تقديم نفسه كوريث للمهمة التي أوكلها الله لشقيقه الدجال الصريع حسين حسب زعمه الغبي وهو في مضمون خطابه يقول ذلك دون أن يفصح أو يستخدم مفردات مباشرة.
 
ما أراد زعيم العصابة الحوثية أن يقوله في خطابه الممل والخاوي من أي مضمون عقلاني هو أن حربه على اليمنيين هي حرب الله التي أوكلها إلى شقيقه حسين وأن الله وردت توجيهاته في القرآن وأن منهج حسين قرآني وأن من يقاتل ضد مشروع حسين سيهزم لأنه الله مع أتباع حسين الصريع.
 
قال المراهق المعتوه عبارة ظاهرها حق وباطنها كهانة واحتكار لتلابيب الدين "الخيار القرآني مضمون الربح والفوز، وخيار الولاء للعدو خاسر وفاشل وعاقبته سيئة، وخيار الجمود والاستسلام هو خيار خسارة"، مضيفا أن الله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين بالنصر وهذا يؤكد أن الخيار القرآني سيجعل الأمة تحظى بالنصر الإلهي. ما ورد في هذه الفقرة يلخص الهدف أو الرسالة من الخطاب.
 
زعيم العصابة الهارب في تجاويف الكهوف ينصب نفسه في هذا الخطاب فاتحا جديدا ستصل فتوحاته إلى الأمة كلها حيث لم تعد حربه مقتصرة على اليمن فقط بل إن خيار شقيقه حسين والذي يسميه بالقرآني سيجعل الأمة كلها تحظى بالنصر الإلهي أي أن الله لن ينصر أحدا لم يتبع مسيرة حسين الحوثي الإرهابية التي داست على كل حدود الله وحرماته.
 
وبلغة واضحة كفر الحوثي الصغير في خطابه كل من يعارض أو يواجه مسيرته ومشروعه الذي ورثه عن شقيقه الصريع حسين حيث أورد نظرية معطياتها أن الموقف الطبيعي للمسلمين هو مع الموقف القرآني الذي تمثله ملازم ودروس شقيقه، المعتوه الصريع، وكل من يقف ضد هذا المشروع على باطل ويوالي العدو.
 
ما ورد في خطاب زعيم عصابة الكهنوت قفزة في مساحة الجنون والهلوسة جعلته يتحدث عن حربه التدميرية بحق اليمنيين باعتبارها مهمة ربانية ووفق المنهج القرآني والنصر مكتوب لهذه الحرب كتأييد وتمكين إلهي.
 
لم تعد حرب الحوثي الصغير مهمة وطنية لاستعادة القرار اليمني والسيادة من دول الإقليم كما كان يقول مهرج الكهف ولم تكن حربا لإيقاف تدهور الاقتصاد كما كان يدعي ولم تعد حربا لإنقاذ اليمن من الإرهاب الذي يستهدف الناس كما تغنى سابقا، بل أصبحت حربا للسماء بتكليف رباني مشروطة بالتمكين الإلهي والنصر وتنفيذا لتوجيهات من الله لحسين الحوثي يواصل عبد الملك الحوثي استكمالها.
 
عبد الملك الحوثي يمهد لتوطين خرافات جديدة تماثل تلك التي ثبتها رفاقه في العراق وإيران وصنعت من أسماء تطلق عليهم الأئمة ثقافة مشوهة تجاوزت حدود العقل والمنطق باعتبارهم سيعودون من قبورهم أو كهوفهم بعد قرون من موتهم حيث جعل الحوثي الصغير من شقيقه الصريع حسين ليس إماما غائبا فحسب بل رسولا تلقى توجيهات الله، وبعد مماته ها هو يعلن مواصلة تنفيذ المهمة لنصل لاحقا إلى نسخة أخرى حوثية من خرافة الأئمة ال 12 الذين يمجدهم شيعة إيران والعراق.
 
ولم يكتف زعيم عصابة الكهنوت بما ذهب إليه من هذيان ومحاولة تجميع رؤية لتقديم مهمته الجديدة للناس، فقد ربط كذلك بين القرآن وبين حسين الصريع الحوثي واعتبر أن حسين تميز بضمان الحكمة والصوابية، "فلا يمكن أن يكون الموقف الذي يحدده القرآن الكريم خاطئًا أو عشوائيًا"، وهو هنا يساوي بين القرآن وبين حسين الحوثي ويعتبر أنه في حال كان حسين مخطئا فسيكون القرآن على خطأ وإن صواب تحرك حسين هو من صوابية القرآن. 
 
وما حديث زعيم عصابة الكهنوت عن فيروس كورونا وهذيانه السخيف عن التآمر عليه من قبل أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات إلا تحصيل لما طفحت به لسانه في هذا الخطاب الذي لا يخرج من إنسان يملك ذرة من العقل.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية