يظهر نمط انتشار فيروس كورونا المستجد في أكثر البلدان تضررا من الوباء أن عدد الرجال الذين يموتون بسببه أكبر من عدد النساء، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
 
ففي إيطاليا، التي تجاوزت الصين في أعداد حالات الوفاة نتيجة الفيروس، تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 70 في المائة من الوفيات كانت من الرجال وفقا لوكالة أبحاث الصحة العامة في البلاد.
 
كما يشكل الرجال ما يقرب من 60 في المئة من الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس القاتل في هذا البلد.
 
وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة "لانسيت" كانت الأرقام أعلى، حيث وجدت أن 80 في المئة من الوفيات في إيطاليا كانت بين الرجال و20 في المئة فقط من النساء.
 
وفي كوريا الجنوبية كان للرجال أيضا "نصيب الأسد" من حالات الوفاة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد وبلغت 54 في المئة، على الرغم من أن الإصابات لدى النساء كانت أعلى وبلغت 61 في المئة من إجمالي العدد الكلي في البلاد.
 
أما في الصين فقد أشارت تقارير مبكرة صدرت مع بداية اكتشاف الوباء إلى أن الرجال معرضون لخطر فيروس كورونا المستجد بشكل خاص.
 
ووجدت دراسة أجريت على 99 مريضا في مستشفى في ووهان، حيث نشأ الفيروس، أن الرجال يشكلون نحو ثلثي المرضى، وأن نصفهم كانوا يعانون من أمراض مزمنة مثل القلب أو السكري.
 
كما أظهرت أحدث الأرقام الصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض في الصين، الذي يستند إلى عشرات الآلاف من الحالات، فرقا كبيرا في عدد الوفيات بين الجنسين بنسبة بلغت 64 في المئة للذكور.
 
ويقول رئيس قسم الصحة العالمية في جامعة إيموري بولاية جورجيا كارلوس ديل ريو إن الخبراء في حيرة من أمرهم بسبب هذه المعطيات، مضيفا أن "هذا الاختلاف في معدل الوفيات يسبب الكثير من القلق".
 
وتشير الأستاذة في جامعة جونز هوبكنز صبرا كلاين إلى أن "الحقيقة الثابتة هي أننا لا نعرف اليوم لماذا يشكل كوفيد 19 خطورة على الرجال أكثر من النساء".
 
وتضيف أن "ما نعرفه هو أنه بالإضافة إلى عامل العمر، فإن كونك من الذكور يعتبر أمرا خطيرا ".
 
وأشار العديد من الباحثين إلى أن هناك اختلافات بيولوجية كامنة بين الرجال والنساء قد تجعل فايروس كورونا المستجد أكثر تأثيرا على الرجال.
 
ووجدت سنوات من البحث أن النساء بشكل عام يمتلكن أجهزة مناعة أقوى من الرجال، وتجعلهن أكثر قدرة على درء العدوى.
 
وتشير الدراسات إلى الكروموسوم X يحتوي على عدد كبير من الجينات المتعلقة بالمناعة، ولأن النساء لديهن اثنين من هذا النوع من الكروموسومات، فإنهن بالتالي يكتسبن ميزة أكبر في مكافحة الأمراض، وفقا لدراسة حديثة نشرت في مجلة "هيومان جينوميكس".
 
ووجدت الدراسات أيضا أن هورمون الإستروجين كان عنصرا واقيا لدى الفئران المصابة بالفيروس الذي تسبب في تفشي وباء السارس عام 2003.
 
كما أن الرجال يشربون ويدخنون أكثر في البلدان التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في عدد الوفيات بفيروس كورونا، خاصة في الصين، حيث يدخن 48 في المئة من الرجال فوق سن 15، مقارنة بـ 2 في المئة فقط من النساء، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
 
وربما ليس من قبيل الصدفة، أن الرجال في هذه البلدان أيضا معرضون للموت إلى الموت بشكل متكرر بسبب أمراض القلب والسرطان والسكري وأمراض الجهاز التنفسي.

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية