لاحظ باحثون يستخدمون تلسكوب المرصد الأوروبي الجنوبي المعروف اختصارا باسم (ESO)، كوكبا غريبا في مجموعة شمسية بعيدة شديد الحرارة بشكل دائم، ويشتبهون في أنه يشهد سقوط أغرب الأمطار التي تخطر على البال، متمثلة في قطرات من الحديد السائل الساخن لدرجة حارقة.
 
وقال الباحثون، في دراسة نشرت الأربعاء بدورية "نيتشر" عن هذا الكوكب، إن ارتفاع درجات الحرارة فوق 2400 درجة مئوية وهي كافية لتبخير المعادن، لتحمل الرياح القوية بخار الحديد إلى الجانب الليلي من الكوكب الأكثر برودة، حيث تتكثف قطرات الحديد.
 
قال الباحثون يوم الأربعاء إنهم استعانوا بأداة اسبرسو المستخدمة في البحث عن الكواكب بالتلسكوب الكبير جدا بالمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، لمراقبة كوكب أطلق عليه اسم "واسب-76ب" في كوكبة الحوت، يقع على بعد 640 سنة ضوئية تقريبا من كوكب الأرض.
 
ويبلغ حجم هذا الكوكب مثلي حجم كوكب المشترى، أكبر كواكب مجموعتنا الشمسية، ويعد من أكثر الكواكب التي اكتشفت خارج المجموعة الشمسية تطرفا من حيث المناخ والتركيب الكيميائي. وهو ينتمي لنوع من الكواكب يطلق عليه الكواكب الغازية العملاقة شديدة الحرارة.
 
ويقع الكوكب على مسافة شديدة القرب من نجمه الذي يعادل حجمه تقريبا مثلي حجم الشمس. ويدور الكوكب واسب-76ب في فلك يبلغ 3 أمثال قطر النجم، أي أنه على مسافة أقرب كثيرا من مسافة كوكب عطارد من الشمش.
 
ويواجه الكوكب "واسب-76ب" نجمه بجانب واحد مثل القمر الذي يواجه الأرض بجانب واحد.
 
وتقول ماريا روزا ثاباتيرو أوسوريو، عالمة الفيزياء الفلكية في مركز علم الأحياء الفلكية في مدريد بإسبانيا، والباحثة المشاركة في الدراسة: "تظهر الملاحظات أن بخار الحديد وفير في جو جانب اليوم الحار من كوكب (WASP-76b)، ويتم حقن جزء صغير من هذا الحديد في الجانب الليلي بسبب دوران الكوكب ورياح الغلاف الجوي هناك، ويواجه الحديد بيئات أكثر برودة ويتكثف ويهطل مثل المطر".
 
ويزيد ما يستقبله الكوكب من الإشعاع 4000 مرة على ما تستقبله الأرض من الأشعة الشمسية، وتبلغ درجة الحرارة على سطحه نهارا 2400 درجة مئوية.
 
وتتسبب تلك الحرارة الهائلة في تبخر المعادن الموجودة على الكوكب وتحمل رياح قوية بخار الحديد إلى الجانب المظلم الأقل حرارة من الكوكب، حيث يتكثف ويتحول إلى قطرات من الحديد السائل.
 
ويقول ديفيد ارينرايتش، أستاذ الفلك بجامعة جنيف ورئيس فريق الباحثين المشاركين في الدراسة، إن أمطار الحديد السائل ربما تكون ملمحا فريدا من ملامح هذه الكواكب شديدة الحرارة.
 
ويضيف "الأحوال الجوية المتطرفة التي قابلناها في "واسب-76ب" وأشباهه من الكواكب الغازية العملاقة شديدة الحرارة لا توجد في أي مكان من مجموعتنا الشمسية، ومن ثم فإن هذه الأجسام الغريبة معامل فريدة لاختبار نماذجنا المناخية وفهم أكثر أشكال التحول الجوي تطرفا".

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية