لم يكن جديدا موقف الأمم المتحدة من خطوات الردع التي ينفذها التحالف العربي ضد تحركات مليشيا الحوثي العسكرية والتي تستهدف المصالح الدولية وممرات الملاحة في البحر الأحمر بل بدأت المليشيا تتعاطى مع اتفاق السويد والموقف الأممي كغطاء لخروقاتها اليومية في كل الجبهات وخطوط التماس.
 
وما صدر ليلة أمس الأحد عن رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) إزاء الضربات الجوية التي نفذها التحالف ضد مفخخات بحرية حوثية في الصليف فجر ذات اليوم يأتي استكمالا لمسار الموقف الأممي المنحاز لرؤية المليشيا الحوثية بشكل شبه كامل .
 
في مطلع الشهر الماضي خرج رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) ببيان مماثل معبرا عن قلقه من قصف طيران التحالف العربي هدفا عسكريا للمليشيا في مديرية الضحي بالحديدة غير أنه تجاهل عشرات الهجمات وعمليات القصف المدفعي والصاروخي التي تمطر بها المليشيا بشكل يومي التجمعات المدنية ومخيمات النازحين والمدن المأهولة بالسكان كحيس والتحيتا والدريهمي والجاح ومناطق عديدة.
 
التدليل الأممي المبالغ فيه للمليشيا الحوثية تجلى بشكل فاضح في الموقف من عملية التحالف ضد الأهداف الحوثية في الصليف وفي موقف المبعوث الأممي الذي ذهب إلى مأرب ليحث قبائلها على عدم مواجهة التمدد الحوثي نحو مناطقهم بعد اجتياح مركز محافظة الجوف بل أنه أراد أن تبقى مأرب مخيما للنازحين الهاربين من الجوف دون أن يصدر موقفا يدين هذا التهجير لأكثر من 25 ألف مدني.
 
أخطر ماتضمنه بيان الجنرال "أبهيجيت غوها،" رئيس بعثة الأمم المتحدة ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار بالحديدة هو اعتبار هذه الضربات الجوية معرقلة لعملية السلام ومهددة لتنفيذ اتفاق الحديدة في حين لم تنصع المليشيا طيلة خمس سنوات من الحرب لأي مبادرة سلام أو تنفذ بنود أي اتفاق بل كان رد قياداتها على دعوات غريفيث للمفاوضات استعلائيا وبشروط تتجاوز حتى لغة السياسة وأبجديات التفاوض.
 
تتوغل المليشيا الحوثية في الجوف وتهجر المدنيين ويشترط متحدثها وقف التحالف عن دعم اليمنيين ووقف كل الإجراءات العسكرية من أجل التفكير فقط في دخول مفاوضات سلام وفي ذات الوقت تحشد المليشيا تعزيزاتها إلى كل الجبهات بما فيها جبهة الساحل الغربي وتصعد بشكل متواصل وفي المقابل يأتي القلق الأممي من قصف التحالف العربي زوارق مفخخة يشكل تواجدها خطرا على خطوط الملاحة ومصالح العالم في المنطقة.
 
ورغم أن خروقات المليشيا تتم أمام نقاط الارتباط والمراقبة الأممية لكن البعثة التي يرأسها غوها تكتفي بحصر الخروقات دون أن يكون لها حتى تغريدة وليس بيان تستنكر فيه هذه الخروقات.
 
تنكسر كل محاولات المليشيا التقدم ولو شبرا واحدا في جبهات الساحل الغربي وتدفن مغامرات الحوثيين وأحلامهم بتسجيل اختراق ميداني في شبر رمل من تراب تهامة وتتكفل القوات المشتركة بخنق أي صوت حوثي يحاول حتى مجرد الحديث عن تحقيق تقدم في الميدان.
 
وحيال هذا الموقف الأممي المنحاز لصف المليشيا يبقى الرهان دوما على جدار الصد الصلب الذي يقف بثبات ويكسر كل تحركات المليشيا العسكرية على طول جبهات الساحل الغربي.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية