تفاصيل الوثائق السرية الإيرانية المسربة: الهيمنة على العراق منذ عام 2014
يتوالى دوي تفاصيل الوثائق السرية الإيرانية التي تم تسريبها من أرشيف الكابلات الاستخباراتية التابعة للنظام في طهران، ونشرت صحيفة نيويورك تايمز وموقع ذا إنترسبت تقريرا حول تفاصيل ما ورد فيها وتعليقات من أفراد وردت أسماؤهم فيها.
هيمنة إيران على السياسة العراقية تظهر بشكل واضح في حلقة مهمة من خريف عام 2014، عندما كانت بغداد في قلب دوامة عنف متعددة الجنسيات. فقد كانت الحرب الأهلية السورية مستعرة إلى الغرب، بينما استولى مقاتلو داعش على ثلث العراق تقريبا، وكانت القوات الأميركية تتجه من جديد إلى المنطقة لمواجهة الأزمة المتفاقمة.
وفي الوقت ذاته، استقبل وزير النقل جبر، بقائد فيلق القدس، في مكتبه، وفقا لأحد الكابلات. فقد جاء سليماني ليطالب بخدمة: إيران بحاجة إلى الوصول إلى المجال الجوي العراقي لنقل طائرات محمّلة بالأسلحة وغيرها من الإمدادات لدعم نظام بشار الأسد السوري في معركته ضد المتمردين الذين تدعمهم الولايات المتحدة.
وكان مسؤولو إدارة أوباما يضغطون بقوة من أجل إقناع العراقيين بإيقاف الرحلات الجوية الإيرانية عبر مجالهم الجوي، لكن وزير النقل العراقي وجد وجها لوجه أنه من المستحيل رفض طلب طهران.
يتذكر جبر، بحسب الوثائق المسربة، أنه لم يتردد وقال "كما تريد"، ثم "وقف سليماني واقترب مني وقبلني على جبهتي".
وأكد جبر عقد الاجتماع مع سليماني، لكنه قال إن الرحلات الجوية من إيران إلى سوريا تحمل الإمدادات الإنسانية والحجاج الدينيين المسافرين إلى سوريا لزيارة الأماكن المقدسة، وليس الأسلحة والإمدادات العسكرية لمساعدة الأسد كما يعتقد المسؤولون الأميركيون.
وفي تلك الأثناء أيضا، تعرض المسؤولون العراقيون المعروفون بعلاقاتهم مع الولايات المتحدة لتدقيق خاص، واتخذت إيران تدابير لمواجهة النفوذ الأميركي.
وتظهر الكثير من الملفات أنه بينما التقى كبار الدبلوماسيين الأميركيين خلف الأبواب المغلقة مع نظرائهم العراقيين في بغداد، كانت محادثاتهم تُرسل بشكل روتيني إلى الإيرانيين.
"مستشار الجبوري جاسوس إيراني"
وخلال عامي 2014 و2015، عندما استقرت حكومة عراقية جديدة، التقى السفير الأميركي ستيوارت جونز عدة مرات مع سليم الجبوري، الذي كان رئيسا للبرلمان العراقي حتى العام الماضي.
وكان من المعروف أن الجبوري، على الرغم من كونه سنيا، له علاقة وثيقة مع إيران. لكن الملفات المسربة تكشف أن أحد كبار مستشاريه السياسيين ويعرف باسم المصدر 134832، كان من المخابرات الإيرانية.
وقال هذا المصدر لمسؤوله الإيراني "أنا حاضر في مكتبه بشكل يومي وأتابع بدقة اتصالاته مع الأميركيين". وفيما رفض السفير جونز التعليق، قال الجبوري، إنه لا يعتقد أن أيا من موظفيه كان عميلا لإيران، مؤكدا ثقته بمساعديه تماما.
وحث العميل، الإيرانيين على تطوير علاقات أوثق مع الجبوري لعرقلة الجهود الأميركية لرعاية طبقة جديدة من القادة السنة من الشباب في العراق وربما لتحقيق المصالحة بين السنة والشيعة.
وحذر من أنه يتعين على إيران أن تتحرك لمنع رئيس البرلمان من "الانزلاق إلى موقف موال لأميركا، لأن إحدى خصائص سليم الجبوري هي المصداقية واتخاذ قرارات متسرعة".