أجمع محللون سياسيون مهتمون بقضايا الشرق الأوسط أن دور إيران في العراق أدى إلى تأجيج غضب المحتجين لدرجة الهجوم على قنصلية طهران في كربلاء، في دلالة على مدى السخط تجاه نظام المرشد الإيراني علي خامنئي، حسب شبكة دويتشه فيله الألمانية.
 
وذكرت "دويتشه فيله" في تقرير عبر نسختها الفارسية، أن الاحتجاجات العراقية مستمرة على الرغم من العنف المفرط من جانب قوات الأمن ضد المتظاهرين.
 
وأشار التقرير إلى أن إيران ترى في القمع حلا لمواجهة المتظاهرين العراقيين، بينما لم يتضح بعد كيف سيتغلب العراق على الأزمة السياسية الراهنة.
 
وتطرقت الشبكة الألمانية إلى أن هجوم المرشد الإيراني علي خامنئي ضد الاحتجاجات العراقية ووصفها بأعمال شغب، إضافة إلى ما قيل عن تدخل أمني مباشر في بغداد من جانب قاسم سليماني قائد فيلق القدس زاد من وتيرة الاحتقان ضد طهران في العراق.
 
وأكد التقرير أن الوضع برمته في بغداد تحول إلى تحدي لمسؤولي نظام طهران، لاسيما وأن بعض القوات التي استهدفت المحتجين العراقيين هم عناصر مليشيات موالية لإيران التي رفعت شعارات مؤخرا تطالب بإنهاء نفوذها داخل العراق.
 
وفي سياق متصل، هاجمت صحفية عراقية تدخلات طهران في شؤون بلادها خلال السنوات الأخيرة في أمر وصفته بالاحتلال، مشيرة إلى أن السبيل الوحيد لإنهاء نفوذ إيران بالعراق يتلخص في إسقاط النظام الطائفي والأحزاب السياسية العميلة.
 
وأضافت الصحفية العراقية التي تحدثت تحت اسم مستعار يدعي "أصيل"، تبعا لأسباب أمنية، في مقابلة هاتفية مع صحيفة كيهان اللندنية المعارضة، أن مشكلة بلادها ليست متوقفة فقط على إقالة الحكومة أو تنحي رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي.
 
ولفتت "أصيل" إلى أن إيران باتت كابوسا يخيم على العراق منذ عام 2003 بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين، حيث تحولت المحافظات الجنوبية العراقية إلى ما يشبه مستعمرة إيرانية غير رسمية، حسب قولها.
 
وبحسب أرقام رسمية قتل مالا يقل عن 257 وأصيب الآلاف خلال الاحتجاجات التي استؤنفت مطلع أكتوبر.
 
وأُحرق العلم الإيراني في مظاهرات غاضبة في بغداد وعدد من المحافظات جنوب العراق رفضا لـ"إذعان أصحاب السلطة لهيمنة نفوذ طهران"، ورفع المحتجون شعارات وهتافات تطالب إيران بالكف عن التدخل في الشأن الداخلي لبلادهم وحملوها مسؤولية استهداف المحتجين وقتلهم.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية