إرادة الحياة، تكسر أطواق الموت الحوثية التي تحاصر مدينتهم، يرفضون قيود الخوف من قذيفة لا تتورع المليشيا الحوثية عن توجيهها نحو المدنيين، ويصمدون دون خنوع لمحاولات إذلال الحوثيين لمدينتهم، يواصلون حياة طبيعية هم ومن أتى إليهم من مناطق مجاورة.

 

لا طائل من البقاء في سكن الخوف والاختباء دائما من قذائف الموت الحوثية، فالجلاد الكهنوتي المجرم لن يتخلى عن نزعته في ترصد الأبرياء وقتلهم حتى لو غابوا عن ناظريه، يكفيه أن يقصف منزلاً يكتظ بالسكان لقتل العشرات حتى يشبع نهمه للقتل، ولذلك قرر أبناء مدينة حيس أن يكفوا عن التخفي خشية القتل المحمول على قذائف الموت الحوثية، فذهبوا ليعيدوا الحياة إلى مدينتهم رغماً عن الكهنوت وميليشياته المتربصة بالأبرياء.

 

تتعرض حيس لحصار حوثي جائر يفرضه الحوثيون بعناصرهم المحيطة بالمدينة، وحقول الألغام والعبوات الناسفة التي طوقت المدينة وعزلتها عن الريف والجوار، وقيدت حركة السكان، كنوع من الضغط الذي يظن الحوثيون أنهم سيخضعون به سكان حيس ويسلبون إرادتهم.

 

وبعد رحلة طويلة في التشرد والنزوح، عاد آلاف من سكان حيس إلى بيوتهم خلال الفترة الماضية، وتوافد النازحون إلى المدينة من مناطق شتى بحثا عن فرص الأمان الضائعة في مناطق التواجد الكهنوتي، حتى عادت الحياة لتدب في أرجاء المدينة على الرغم من الحالة المأساوية التي وصلت إليها حيس بفعل التدمير الحوثي الممنهج للمؤسسات الخدمية وسقوط الأبرياء قتلى وجرحى بشكل شبه يومي نتيجة النيران الحوثية.

 

تلك الوحشية الحوثية لم تقف عائقا أمام أبناء حيس الذين انتشلوا الأسواق من الخواء وأعادوها إلى سيرتها الأولى، تزخر بالمنتجات الشعبية والبضائع المختلفة وإليها يصبو الناس من مختلف الأنحاء لغرض البيع والشراء واستعراض الحرف اليدوية.

 

يقول السكان إن القوات المشتركة وفرت لهم ما يكفي من الأمان الذي استغلوه في أحياء المدينة وجعلها واحدة من حواضر الساحل المكتظة بالسكان غير آبهين للنوايا الحوثية المبيتة، والقتل المستمر الذي ترتكبه عناصر المليشيا الإرهابية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية