وسط خيمتين متداخلتين من القش بأطراف مزرعة للأعلاف في ريف مديرية الخوخة جنوب الحديدة، تتدثر واحدة من المآسي التي تخلقت نتيجة جريمة حوثية ارتكبها عناصر الكهنوت الحوثي ضد طفل قاصر لم يزل في الثالثة عشرة من عمره.



مراسل "وكالة 2 ديسمبر" نفذ زيارة إلى المنطقة ليجد الطفل "عمار" جاثيا إلى جوار حائط مهترئ من سعف النخيل يهش الذباب عن جروحه التي تملأ جسده، وقد تعرض لها في جريمة إطلاق نار متعمد ارتكبها عنصر حوثي من موقع له غرباً بسلاح قناصة عيار ٢٣ ملم.



يسرد عمار الحادثة بلسان متلعثم لشدة الفاجعة المسكونة فيه. ويذكر أنه كان ضمن مجموعة من رفقته رعاة الغنم يسوقون الماشية أثناء عودتهم من المرعى، وبينما كانوا يتفرقون خلف الماشية إذا برصاصة تُسدد إلى أمام عمار لتوقعه أرضا بسبب الشظايا التي تطايرت منها وسكنت جسده.



هرع الصغار الذين كانوا برفقته حينما رأوه ملقيا على الأرض إلى أمه، التي تذكر لـ "وكالة 2 ديسمبر" أنها سمعت استغاثات يطلقها أقران نجلها وهم قادمون إليها يبلغونها أن "عمار قتل" حتى كاد يُغشى عليها من هذا النبأ الذي وصلها كالصاعقة.
 


لم يكن بمقدور الاهالي إسعاف الطفل المصاب حتى لا يكون أحدهم هدفا سهلا لقناص المليشيا، غير أن فرقة من المقاومة المشتركة توجهت إليه وقامت بإسعافه إلى المستشفى الميداني بالخوخة لتلقي الإسعافات الأولية ومنه إلى المستشفى العام بالمخا لإكمال العلاج.
 


ست ضمادات واحدة على عينه والأخرى في كتفه الأيسر، والأخريات على البطن، وربطة طبية على ركبته، يظهر من خلالها حجم الإصابة التي تفرقت على كامل الجسد النحيل وأفقدت عمار عينه اليسرى.
 


وفي حديثه إلى المراسل يقول حسين قبيع والد عمار، إن الرصاصة جاءت من اتجاه الغرب حيث يتمركز عناصر من مليشيا الكهنوت الإرهابية، وأطلقت عنوة تجاه ابنه، وهو الثابت عند الابن وأبيه وأمه وصحبته الذين أكدوا جميعهم أن المليشيا مسؤولة عن الحادثة.
 


وعلى ذكريات اليمة ومخاوف من جريمة ثانية قررت الأسرة بكاملها الرحيل عن حيس والالتجاء إلى الخوخة لرعاية ابنها وتجنب الجرائم الحوثية التي تمطر أهالي حيس يوميا، إلا أن وضع هذه الأسرة ما يزال صعبا ويحاول الأب وزوجته تجاوز وضعهم لكن دون جدوى.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية