البيان المشترك الذي صدر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة ووزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية يوم الخامس والعشرين من أغسطس 2019 بشأن تطورات عدن وما أعقبها من أحداث امتدت إلى محافظتي (أبين وشبوة)، لا يعد فقط تجسيدا لقوة التحالف والشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الدولتين، وتوافق رؤيتهما بشأن اليمن، وإنما يؤكد أيضا أن أي محاولات لاستهداف العلاقات بينهما من جانب القوى المعادية، وما يرتبط بها من إعلام مغرض ومأجور سيكون مصيرها الفشل الذريع؛ لأن التضحيات المشتركة التي امتزجت فيها دماء أبناء الشعبين الشقيقين في اليمن، دعما للشرعية ونصرة للحق هي أبلغ تعبير عن وحدة المصير الذي يجمعهما في مواجهة مختلف التحديات والمخاطر.

لقد وجه هذا البيان لطمة شديدة ورسالة حازمة لقوى الشر والفوضى التي تتربص بالعلاقات بين الدولتين، وتروج لافتراءات ومزاعم ومغالطات بشأن انهيار التحالف بينهما في اليمن؛ حيث أكد البيان بصورة واضحة ومحددة التزام الدولتين بمواصلة جميع جهودهما السياسية والعسكرية والإغاثية والتنموية بمشاركة دول التحالف لنصرة الشعب اليمني، وإنقاذه من انقلاب المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، والمحافظة على وحدة الدولة اليمنية وسلامة أراضيها، ليقطع بذلك الطريق على قوى الشر والفوضى والخراب التي تعبث بأمن اليمن واستقراره، وتسعى إلى استغلال تطورات عدن وأحداث محافظتي أبين وشبوة في تنفيذ مخططاتها في السيطرة على عدن ومدن الجنوب، وتحويلها إلى مركز للجماعات المتطرفة والإرهابية، كي يظل اليمن يعيش في حلقة مفرغة من الأزمات وعدم الأمن والاستقرار.

وفي الوقت الذي أكد فيه هذا البيان المشترك التزام الدولتين التام بالتعاون مع اللجنة المشتركة التي شكلتها قيادة تحالف دعم الشرعية لفض الاشتباك، وإعادة انتشار القوات، وضرورة سرعة الانخراط في حوار (جدة) الذي دعت له السعودية لمعالجة أسباب وتداعيات الأحداث التي شهدتها مدينة عدن وبعض المحافظات الجنوبية، من أجل توحيد الصف الوطني، وإعلاء المصالح العليا للشعب اليمني، والاستجابة لتطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية؛ فإن قوى الشر والتخريب، ممثلة في مليشيا الحوثي الإرهابية وحزب الإصلاح والأطراف الخارجية التي تقدم الدعم لهما، تقاتل في المقابل من أجل استمرار حالة التوتر في الجنوب وإفشال مساعي إحلال الأمن والاستقرار هناك. وسيسجل التاريخ بأحرف من نور كيف أن تحالف الخير الذي يجمع السعودية والإمارات قدم التضحيات، وما زال، من أجل دعم الشعب اليمني والحفاظ على الدولة اليمنية من الانهيار، وتجنيب المنطقة ويلات التدخل في شؤونها، في مقابل تحالفات الغدر والخيانة التي أرادت تحويل اليمن إلى أداة ضمن مشروع طائفي يستهدف نشر الفوضى والخراب في دول المنطقة.

إن التحرك السعودي-الإماراتي الاستباقي لنزع فتيل الأزمة في عدن ومحافظتي أبين وشبوة، من خلال هذا البيان المشترك، ومبادراتهما المشتركة التي تستهدف احتواء المخاطر الناجمة عن الأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، إنما يؤكد أهمية ومحورية التحالف الاستراتيجي بينهما، الذي بات بالفعل ضمانة رئيسية في ترسيخ أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، فلم يكن بمقدور الدولتين التعامل مع الأوضاع في اليمن ومجمل التحديات السياسية والأمنية التي تتسارع وتيرتها في المنطقة من دون هذا التحالف الاستراتيجي، الذي يعزز قدراتهما عبر جمعها في مسار واحد، يحقق المصالح المشتركة، ويحد من عوامل الاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة.

الإمارات والسعودية، عبر تنسيقهما المشترك في مختلف القضايا، وتعاونهما المستمر في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تواجه الأمن الخليجي والعربي بوجه عام تؤكدان بالفعل أنهما تشكلان تحالف الأخوة القادر على حفظ الأمن واستعادة التوازن إلى المنطقة.

سيظل التحالف الإماراتي-السعودي مصدر قوة للدولتين ولدول المنطقة، ومبعث فخر واعتزاز لشعبيهما وجميع شعوب المنطقة؛ لأنه تصدى في مرحلة بالغة الدقة من تاريخ أمتنا العربية لمخاطر وتحديات بالغة الصعوبة كانت تمثل تهديدا صارخا للدولة الوطنية في عالمنا العربي، وخاصة منذ اندلاع ما يسمى "أحداث الربيع العربي"، إلا أن حكمة قيادتي الدولتين ومواقفهما المتوازنة والهادئة استطاعت احتواء هذه المخاطر والحفاظ على أسس الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.

 

 


* نقلا عن "العين الإخبارية"

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية