في قرية "أسلم" بمحافظة حجة شمال غربي اليمن يعيش "عاصم "، طفل من بين أكثر من خمسة ملايين آخرين تهددهم المجاعة في اليمن، وفي الجهة المقابلة أطفال في عمر الزهور يقاسون فواجع الحرب ورزايا الجوع والمرض، ويجابه أهاليهم صراع الوجود والحياة بحثا عن لقمة عيش وأمن من خوف وشفاء من مرض.


"عاصم" فيلم وثائقي نقلته بحقائقه المخرجة الأردنية نسرين الصبيحي ليكون بمثابة نداءات ودعوات للمنظمات الإنسانية لإنقاذ أطفال اليمن، وثقت مشاهد مفجعة لأطفال يمنيين يموتون جوعا ومرضا ومجاعة يعيشها الأطفال هناك.

وعرضت المخرجة الأردنية قصة "عاصم" أحد أطفال قرية أسلم، كان طفلا يعيش حياة طبيعية لكنه أصبح يعاني من ضمور نتيجة سوء التغذية الشديد وقصور الرعاية الصحية، حيث لا توجد مراكز طبية ولا إمكانيات إسعافيه بسبب حصار المنطقة من قبل الحوثيين.

وتصف نسرين الصبيحي لـ"اندبندنت عربية" حال سكان قرية "أسلم" بمحافظة حجة في ظل استمرار الحصار الذي يفرضه الحوثيون عليهم في المنازل والقرى ليحول أراضيهم إلى ساحة مفتوحة للانتهاكات " وجدت الحالة بائسة للغاية ويعتمدون في غذاءهم على أوراق الشجر كوجبة غذائية رئيسية لأطفال اليمن فيعرض الفيلم سيدة ترتب أوراق الشجر في قدر صغير، ثم تصب عليه الماء لتطبخه ويكون ذلك هو الوجبة الرئيسية لأطفالها".

ولا تخفي خلال حديثها " أن بعض سكان القرية همسوا سرا لها أنهم يتمنون زراعة أراضيهم الخصبة لكن ميليشيا الحوثي تمنعهم ليبقى حالهم رهانا للمزيدات السياسية وتحقيق مكاسب سياسية من قبل الحوثيين ويسوق وضعهم المعيشي على أنه بسبب أوضاع الحرب، واستمرار الحصار الذي يفرضه الحوثي عليهم في المنازل والقرى، وتتابع" في الواقع لم أجد أي مظاهر للحرب في تلك المنطقة وقيل لي أن أقرب خطوط المواجهات الحربية منطقة حيران والتي تبعد عنهم أكثر من 40 كيلو متر".

وبحسب ما روته الصبيحي " أن أهالي القرية يشكون من عدم وصول المساعدات الإغاثية لهم والبعض منها تتم بالإسقاط جوا"، وخلال عرض فيلم "عاصم" في مهرجان غرب أوروبا الدولي للأفلام في بروكسل قدمت المخرجة للحضور كارثة إنسانية يعيشها أطفال اليمن وسط تصاعد موجات القصف والحصار.

وتضيف " كان الحضور متعاطفا ومتأثرا ومندهشا من الحقائق التي وثقها الفيلم بمشاهد مفجعه لأطفال يمنيين يموتون جوعا وخاصة ما يظهر قصور المنظمات في القرى حيث يتحمل الأطفال قسطا وافرا من المعاناة الإنسانية في اليمن جراء الحرب والحصار، وكذلك دور الحوثيين في استغلال حال المدنيين في مناطق سيطرتهم، واستهجن الحضور من شعارات الحوثيين الداعية إلى الموت".

يذكر أن المخرجة نسرين الصبيحي هي العربية المتفردة في مشاركتها عن مجاعة أسلم وترشح فيلم "عاصم" لثلاث جوائز في "مهرجان غرب أوروبا الدولي للأفلام لفئات أفضل قصة من قصص الحروب، وأفضل تصوير سينمائي وأفضل فيلم للعلم والتعليم "واختير عاصم من ضمن 1200 فيلم تقدموا للمهرجان وتمت التصفيات ليصبح عدد الأفلام المشاركة 220 فيلما، من ضمنهم فيلم "عاصم" وتوج بفوزه بجائزة العلم والتعليم وأصبح مجازا بالجامعات كمادة علمية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية