تسارعت المؤشرات التي تفصح عن نوايا حوثية لإجهاض ما تبقى من معالم اتفاق ستوكهولم وإعلان دفنه رسميا في الريف الجنوبي لمحافظة الحديدة، وسط تدفق معلومات مؤكدة ينقلها سكان محليون ومصادر مطلعة وخاصة عن ترتيبات حوثية بدأت في الثلث الأخير من شهر يونيو المنصرم لطمر بقايا اتفاق رعته الأمم المتحدة في ديسمبر 2018 دون أن يؤتي أكله حتى اللحظة.

 

السيناريو الحوثي في نقل معركة المدينة إلى الريف بدأته جماعة الكهنوت الإرهابية بتصعيد الهجمات والجرائم بحق المدنيين في مسعى لخلق موجات نزوح جديدة كما استحدثت طريقا حربيا في الرمال لتحريك القوافل العسكرية والآليات والعناصر الإرهابية بين التحيتا وزبيد بدلا عن الخط الاسفلتي، في محاولة أراد بها الحوثيون تجنب رصدهم من قبل القوات المشتركة.

 

وعلى مدى الأسابيع الماضية تضاعفت محاولات مليشيات الحوثي للتسلل وشن هجمات في مسعى انتحاري لإعادة السيطرة على مناطق محررة في ريف الحديدة وهي هجمات تم التصدي لها بقوة من قبل قوات المقاومة المشتركة، لتلجا المليشيات الحوثية إلى قصف المدنيين بجميع أنواع الأسلحة حقدا وانتقاما.

 

وتلقت " وكالة 2 ديسمبر" في يونيو الماضي معلومات أوردتها مصادر موثوقة أكدت بدء المليشيا الكهنوتية شق طريق ترابي يبدأ من مناطق نائية بين مدينتي زبيد والتحيتا مروراً بقرى حسين رضا والمسلب والروية وبني الهادي، ويستهدف الالتفاف على قوات المقاومة المشتركة في مدينة التحيتا وصولاً إلى مواقع بقايا جيوبها في مناطق نائية جنوب المدينة.

 

وتعززت المعلومات مع قيام الحوثيين قبل يومين بتدمير مسافة كبيرة من الطريق العام الرابط بين زبيد والتحيتا، وتفجير عبّارات السيول في هذا الطريق الذي ما يزال يخضع لسيطرتها. إذ قامت المليشيا بهذا الاجراء لفرض حصار على المدنيين بعد ضمان طريق بديل أنشأه للاستخدام الحربي وأرسلت من خلاله دفعا من التعزيزات خلال الفترة الماضية.

 

وطبقا لسكان محليين شاهدوا المليشيا وهي تقطع الطريق، فإن جرافات استقدمتها مليشيا الكهنوت نزعت طبقة الاسفلت، فيما قام مهندسوها بزرع عشرات العبوات الناسفة في العبّارات التي فجرت لاحقا في توقيت واحد ما أدى إلى نفجار هائل وتصاعد أعمدة الدخان والغبار إلى علو مرتفع.

 

وتقدر معلومات رصد عدد الجسور ومجاري سيول الأمطار الواقعة في الطرق الرئيسة التي تربط بين العديد من مديريات الحديدة والتي فجرها الحوثيون بأكثر من 73 مجرى وجسر، فجرت باستخدام شبكات ألغام مرتبطة بصواريخ وقذائف طوعها الحوثيون لتدمير البنية التحتية في الحديدة.

 

وكانت عشرات المركبات التي تتنقل بين المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا في السويق والمغرس وزبيد تربض منذ الأمس في محاولة للعبور إلا أن الطريق كان لا يسمح بمرورها مع تردد معلومات عن قيام المليشيا بزرع كميات من الألغام في الطريق بعد نسفه.

 

وقال سكان عالقون ل"2 ديسمبر" إنهم اضطروا لاستخدام الحمير بدلا عن السيارات بعد أن تحولت الطريق إلى منطقة أشباح، واتخذوا طرقا مستحدثة تمر على كثبان الرمل للوصول إلى مبتغاهم خلال ساعات طويلة يتجرعون خلالها صنوف العذاب والتعب.

 

وعلمت الوكالة من مصادرها قيام الحوثيين بقطع شبكات الاتصال الأرضي والانترنت والشبكات الخلوية عن أجزاء واسعة من التحيتا. وهو ذات السيناريو الذي افتعلته المليشيا في يونيو و أبريل 2018 عندما عزلت سكان الحديدة عن العالم بقطع شبكات الاتصال والانترنت.

 

وتنم هذه الأساليب عن نوايا حوثية معقودة لقطع آخر الخيوط التي ما يزال يعلق عليها اتفاق ستوكهولم، وجر الحرب إلى ريف الحديدة بعد أن فشلت في تحقيق أي اختراقات كانت تعتزمها في جبهات المدينة مع القوات المشتركة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية